91
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و في حديث كعبٍ: و ذَكَرَ الجنّةَ فقال: فيها هنابير مسك۱ أي تُلُول مسك۲، و قيل۳: أراد بها الأنابير، فقَلَبَ الهمزةَ هاءً لِقرب مَخرجهما.

و قال الهُنائيّ۴: الهنابر: الحفائر بين الآكام۵، واحدتها نُهبورة.۶

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من أصاب مالاً و لم يَتحرَّ جهةَ حِلّه، بلى۷ قَمَشَ۸ مِن هُنا و ثَمَّ۹ غيرَ مفكِّر في الحلال و الحرام، لم يصلح أن يُعتقد و يُجعل عقدةً، و لا يبقى، بل يُذهِبُه اللّه‏ُ تعالى في نهابر أي في مَهالك ؛ أي يَذهَب عنه و يطير من يده، و كثيرا ما سمعت المتصرّفين يقولون: إنّ مَثَلنا و مَثَلَ ما يدور في أيدينا و نجمعه من الأموال مثل السَّلَّة۱۰ في الماء ما دامت فيه فهي ممتلئة، فإذا استخرجتَها لم يبقَ فيها شيء.

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن لم يُبالِ مِن أين كسب المال، لم يبالِ اللّه‏ُ مِن أين أدخله النار.۱۱

و قال عليه‏السلام: مَن أصاب مالاً مِن مآثم، فوَصَل به رحِما، أو تصدّق به، أو أنفقه في سبيل اللّه‏،

1.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۴۱۱ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۵ ، ص ۲۷۸ . إشارة إلى حديث صفة الجنّة الّذي ذكره كعب الأحبار فقال : «فيها هَنابير مسكٍ ، يبعث اللّه‏ تعالى عليها ريحا تُسمّى المثيرة ، فتثير ذلك المسك في وجوههم» .

2.. «ألف» : ـ مسك .

3.. اُنظر المصدرين المذكورين .

4.. في «ألف» يُقرأ : الهناوي . و الهُنائي هو أبو الحسن الهنائي الأزدي ـ المعروف بكراع النمل ـ صاحب كتاب المنضَّد فياللغه ، و كتاب المجرَّد ، و كتاب المنجد فيما اتفق لفظه و اختلف معناه . و المتوفّى سنة ۳۰۷ هـ . انظر : الصحاح ، مقدمة عطار ، ص ۱۰۰ ؛ كتاب الماء ، ج ۳ ، ص ۱۰۹۲ قيظ .

5.. «ألف» : الأكابر .
و الأكَمَة : التّل من القُفّ و هو حجر واحد ، و الجمع أكَمات و أَكَم ، و جمع الأكَم إكام مثل جَبَل و جبال ، و جمع الإكام اُكُم مثل كتاب و كُتُب ، و جمع الاُكُم آكام مثل عُنُق و أعناق ، كما في جمع تمرة . انظر : كتاب العين ، ج ۵ ، ص ۳۲۰ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۰ أكم .

6.. راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۳۹ نهبر .

7.. كذا في المخطوطتين ، و الأولى : بل .

8.. قَمَشَه : جَمَعَه . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۳۸ قمش .

9.. أي : و هناك .

10.. السَّلَّة : وعاء يُحمل فيه الفاكهة . المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ سلل .

11.. مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۸ ؛ عدّة الداعي ، ص ۷۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۱۶ ، ح ۹۲۷۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
90

من ذلك.۱

و قال ابن قتيبة۲: هو مِن تَهاوُشٍ أي تخاليطٍ۳. قال: و روي مَهاوش.۴ و كذا ذكره ابنُ دُرَيد۵ بالتاء و ضمّ الواو، و «إيّاكم و هَوْشاتِ الأسواق» في حديث عبد اللّه‏ أي اختلاط أهلها.۶

و روي: «و هَيْشات۷» بالياء۸ ـ.

و «النَّهابر» قال ابن قتيبة۹: هي المهالك، و يقال: نهابير.

و في حديث عمرو بن العاص قاله لعثمان: إنّك ركبتَ بهذه الاُمّة نهابير من الاُمور فتُبْ منها.۱۰

قالوا: النهابير و الهنابير: الرِّمال المُشرِفة، و أراد اُمورا صعبةً و أحوالاً مشكلةً، فشبّهها بنهابير الرمل الّتي يصعُب المشي فيها.

1.. راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۶۶ هوش .

2.. أحمد بن عبداللّه‏ بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، قاضٍ من أهل بغداد ، له اشتغال بالأدب و الكتابة ، ومات سنة ۳۲۲ هـ . راجع : الأعلام للزركلي ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ .

3.. التهاوُش : الاختلاط ، أي يَدخل بعضُهم في بعض . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۶۶ هوش .

4.. راجع : غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۱ ، ص ۱۳۶ .

5.. أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي اللغوي البصري . له تصانيف منها الجمهرة مات سنة ۳۲۱ هـ . راجع : سير أعلام النبلاء ، ج ۱۵ ، ص ۹۶ .

6.. المجازات النبويّة ، ص ۱۷۰ ، ح ۱۲۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۹۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۹ ، ص ۲۲۳ ، ح ۵۳۲۴ .

7.. «ب» : هيشاب .
و الهَيْشة : الجماعة ، و الهَيْش : الاختلاط . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۶۷ هيش .

8.. صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ ، ح ۶۷۵ ؛ سبل السلام للكحلاني ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ نيل الأوطارللشوكاني ، ج ۳ ، ص ۲۲۲ .

9.. غريب الحديث ، ج ۴ ، ص ۸۶ .

10.. النهاية في غريب الحديث ، ج ۵ ، ص ۱۳۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2592
صفحه از 488
پرینت  ارسال به