يكون ابنُ آدم حتّى لا يَكظم غيظه و لا يحتمل و لا ينظلم، و مِن أين له الغضب و النخوة و البطش و هو كَفُّ تراب غدا؟
و فائدة الحديث: الحثّ على كَظم الغيظ، و إعلام أنّ اللّه تعالى يؤمِن الكاظمين من عذابه يوم القيامة.
و راوي الحديث: سُوَيد بن وَهْب، عن رجل من أبناء الصحابة، عن أبيه.
و في آخر الحديث: و مَن تَرك لُبس ثوبِ جمال ـ و هو يقدر عليه ـ تواضعا للّه، كساه اللّه تعالى۱ الكرامة، و مَن زَوّج للّه تَوَّجَهُ اللّه بتاج المَلَك.
۳۱۱.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن سَرَّهُ أنْ يَجِدَ طَعْمَ الإِيمانِ فَليُحِبَّ المَرءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للّهِِ تَعالَى.۲
«الطَّعَم» ـ بفتح العين۳ ـ: ما يؤدّيه الذوقُ من اللَّذَّة، و [يقال:]هذا طعام لا طَعَم له، و ليس فلان بِذي طَعَمٍ، و يجوز تخفيف العين في مثل ذلك.
يقول صلىاللهعليهوآله: مَن سرّه أن يجد طعم الإيمان ـ أي لذَّته و طيبه ـ فليُحِبّ الرجُلَ المؤمنَ للّه تعالى مِن غير أن يَشوبَ محبَّتَه رَغَبٌ أو رَهَبٌ أو هَوًى أو شهوةٌ ؛ فإنّ ما يجِد المرءُ من نفسه في ذلك من اللذَّة هو طعم الإيمان، و هذا محال، و إلاّ فالإيمان ليس ما له طعمٌ حقيقةً۴، بلى هو إشارة إلى طيب القلب و ميل النفس و الإرادة و السكون و الرَّوعة الّتي تحدُث في قلب المؤمن لأخيه المؤمن إذا سكن۵ إليه، و اعتمد عليه، و طَمَحَ قلبَه نحوه، و
1.. «ب» : ـ اللّه تعالى .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۰ ، ح ۴۴۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۶۸ ؛ مسند أبي داودالطيالسي ، ص ۳۲۶ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۵۷ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۶۰ ، ح ۳۶۶ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ،ج ۸ ، ص ۲۵۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۵۴ ، ح ۸۳۲۳ .
3.. هذا سهو من الشارح أو النسّاخ ظاهرا ، و الصحيح «الطَّعْم» بسكون العين ، و لعلّ مراده : بفتح الفاء . انظر : العين ، ج ۲ ، ص ۲۵ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۷۴ ؛ النهاية في غريب الحديث و الأثر ، ج ۳ ، ص ۱۲۵ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۶۵ طعم .
4.. «ألف» : حقيقته .
5.. «ألف» : شكا .