89
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

أحبّ مراضيَه.

و قوله عليه‏السلام: «لا يحبّه» جملة في موضع الحال ؛ إمّا مِن المُحِبّ /۲۲۰/ أو من المحَبّ.

و فائدة الحديث: الأمر بالتَّحابّ و التوادّ و التآخي و التضافر۱.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۱۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَصابَ مالاً مِن نَهاوِشَ۲ أَذْهَبَهُ اللّه‏ُ في نَهابِرَ.۳

/۲۰۲/ قد فَسّر أصحابُ الحديث «مِن نهاوش»: مِن غير حلّه مِن هنا و هنا،۴ و لم يذكروا وجه اشتقاقه و هو مُعوِز۵، و رَدَّ علماءُ الصناعة عليهم فقالوا: هو مِن مَهاوش ـ بالميم ـ قالوا: و المهاوش كُلُّ ما اُصيب من غير حِلّه كالغصب و السرقة و نحو ذلك، و يقال للعدد الكثير۶ هَوْش، و الهُواشات ـ بالضم ـ: جماعات الناس، و الهُواشات من الإبل: ما جُمع فاختَلط۷ بعضُه ببعض.۸

و قال ابن۹ الأعرابيّ۱۰: إبل هَوّاشة إذا أخذَتْ مِن هاهنا و هنا، و المَهاوش

1.. «ألف» : التصافي .
و تَصافَرَ القومُ على الأمر : تظاهروا و تعاونوا عليه . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۹۰ ضفر .

2.. «ب» : تهاوش . و هكذا المورد الآتي .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۰ و ۲۷۱ ، ح ۴۴۱ ـ ۴۴۳ ؛ أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۱۶۲ ، ح ۱۳۷ ؛ الجامع الصغير ،ج ۲ ، ص ۵۷۱ ، ح ۸۴۴۶ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۱۳۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۲۶ ، ح ۲۳۷۴ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۲۵۳ . المجازات النبويّة ، ص ۱۶۹ ، ح ۱۲۹ و فيه مع اختلاف يسير .

4.. راجع : العين ، ج ۴ ، ص ۶۸ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۶۶ هوش .

5.. أعوَزَ الرجُل ، فهو مُعوِز و مُعوَزٌ إذا ساءت حاله ، و أعوزني هذا الأمر إذا اشتدّ عليك و عَسُرَ ، و أعوزني الشيءُ أي قَلَّ عندي مع حاجتي إليه . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۵ عوز و في هنا أي إنَّه محتاج إلى بيان اشتقاقه ، و قد قصّروا فيه .

6.. «ب» : الكبير .

7.«ألف» : و اختلط .

8.. راجع : ضياء الشهاب ، ص ۲۴۸ .

9.«ب» : ـ ابن .

10.. أبو عبد اللّه‏ محمّد بن زياد الكوفي مولى بني هاشم ، ولد سنة ۱۵۰ هـ ، كان أحد العالِمين باللغة و المشهورين بمعرفتها ، و من تصانيفه النوادر و الألفاظ . مات سنة ۲۳۱ هـ . راجع : وفيات الأعيان ، ج ۴ ، ص ۳۰۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
88

يكون ابنُ آدم حتّى لا يَكظم غيظه و لا يحتمل و لا ينظلم، و مِن أين له الغضب و النخوة و البطش و هو كَفُّ تراب غدا؟

و فائدة الحديث: الحثّ على كَظم الغيظ، و إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يؤمِن الكاظمين من عذابه يوم القيامة.

و راوي الحديث: سُوَيد بن وَهْب، عن رجل من أبناء الصحابة، عن أبيه.

و في آخر الحديث: و مَن تَرك لُبس ثوبِ جمال ـ و هو يقدر عليه ـ تواضعا للّه‏، كساه اللّه‏ تعالى۱ الكرامة، و مَن زَوّج للّه‏ تَوَّجَهُ اللّه‏ بتاج المَلَك.

۳۱۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سَرَّهُ أنْ يَجِدَ طَعْمَ الإِيمانِ فَليُحِبَّ المَرءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للّه‏ِِ تَعالَى.۲

«الطَّعَم» ـ بفتح العين۳ ـ: ما يؤدّيه الذوقُ من اللَّذَّة، و [يقال:]هذا طعام لا طَعَم له، و ليس فلان بِذي طَعَمٍ، و يجوز تخفيف العين في مثل ذلك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سرّه أن يجد طعم الإيمان ـ أي لذَّته و طيبه ـ فليُحِبّ الرجُلَ المؤمنَ للّه‏ تعالى مِن غير أن يَشوبَ محبَّتَه رَغَبٌ أو رَهَبٌ أو هَوًى أو شهوةٌ ؛ فإنّ ما يجِد المرءُ من نفسه في ذلك من اللذَّة هو طعم الإيمان، و هذا محال، و إلاّ فالإيمان ليس ما له طعمٌ حقيقةً۴، بلى هو إشارة إلى طيب القلب و ميل النفس و الإرادة و السكون و الرَّوعة الّتي تحدُث في قلب المؤمن لأخيه المؤمن إذا سكن۵ إليه، و اعتمد عليه، و طَمَحَ قلبَه نحوه، و

1.. «ب» : ـ اللّه‏ تعالى .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۰ ، ح ۴۴۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۶۸ ؛ مسند أبي داودالطيالسي ، ص ۳۲۶ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۵۷ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۶۰ ، ح ۳۶۶ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ،ج ۸ ، ص ۲۵۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۵۴ ، ح ۸۳۲۳ .

3.. هذا سهو من الشارح أو النسّاخ ظاهرا ، و الصحيح «الطَّعْم» بسكون العين ، و لعلّ مراده : بفتح الفاء . انظر : العين ، ج ۲ ، ص ۲۵ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۷۴ ؛ النهاية في غريب الحديث و الأثر ، ج ۳ ، ص ۱۲۵ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۶۵ طعم .

4.. «ألف» : حقيقته .

5.. «ألف» : شكا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2357
صفحه از 488
پرینت  ارسال به