87
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

للحياة الباقية و العيشة /۲۰۱/الراضية من الصلوات و الزكوات و العبادات و المواساة و أفعال الخير.

و فائدة الحديث: الحثّ على اصطياد الخير عند /۲۱۹/ إمكانه قبل أن يَقرب الوقت و يَحِقّ المَقت.

و راوي الحديث: حكيم بن عُمَير.

۳۱۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَى إنفَاذِهِ۱، مَلأَهُ اللّه‏ُ أَمْناً وَ إيماناً۲.۳

«كَظْمُ الغيظ»: حبسُه، و الكِظامة كالسدّ في مجرى الماء، و الكظائم: خُروق بين البئرين يجري فيها الماء، و الواحد كِظامة أيضا، و الكَظَم ـ على وزن فَعَل محرَّك العين ـ: مجرى النَّفَس۴، و الجمع أكظام، يقال: أخذ بكَظَمه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن حَبَسَ غيظه، و تَجَرَّعه ؛ نظرا إلى عظيم قدرة اللّه‏ تعالى عليه، و علما أنّه أحوج إلى أن يَكظِم اللّه‏ُ تعالى عنه غيظَه و أسَفَه على ما أتاه إليه بعد أن كان قادرا على إمضائه و إنفاذه۵، تَقَبَّلَ اللّه‏ تعالى ذلك منه، و مَلَأه أمنا و إيمانا، و الإيمان هاهنا بمعنى إعطاء الأمن ؛ أي: أعطاه اللّه‏ تعالى الأمن ممّا يُحاذره يوم القيامة، و ليت شعري مَن

1.. «ألف» : إنفاده .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ ، ح ۴۳۷ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۵ ، ص ۱۰۹ ، ح ۲۶۴۹ ؛ تخريج الأحاديث و الآثارللزيلعي ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۴۲ ، ح ۸۹۹۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ، ح ۵۸۲۲ و فيهما : «ملأاللّه‏ قلبه» بدل «ملأه اللّه‏») . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ ، ح ۷ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۱۶ ، ح ۱ (و فيهما مع اختلاف) ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۸۱ ؛ زبدة البيان ، ص ۳۲۷ (مع اختلاف يسير فيهما) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۸ ، ح ۱۶۰۱۳ .

3.. في بعض المصادر : + «مَنْ مشى في ظُلْمَةِ اللَّيلِ إلى المَساجِدِ آتاهُ اللّه‏ُ نورا يومَ القيامة» و في مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ ، ح ۴۳۸ و شرح فارسي شهاب الأخبار «المحدِّث الاُرموي» ، ص ۱۷۸ مع تفاوت يسير .

4.. «ألف» : التنفّس .
و الكَظَم : مَخرَج النفَس من الحلق . انظر : كتاب العين ، ج ۵ ، ص ۳۴۵ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۲۰ ؛ مجمع البحرين ،ج ۶ ، ص ۱۵۴ كظم .

5.. «ألف» : إنفاده .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
86

و إنّما اختَصَّ الخبيئةَ بالذِّكر ؛ لأنّ الطاعة إذا كانت مكتومةً كانت أقربَ إلى التقرّب، و أحرى بالقبول، و أبعد مِن شَوب الرياء و النفاق، و أدخل في الإخلاص. و في الحديث: أفضل العبادة ما اُخفي.۱

و فائدة الحديث: الحثّ على سريرةٍ صالحةٍ يُخْلِصها العبدُ للّه‏ تعالى، و لا يَطَّلِع عليها۲ غيرُه ؛ لتكون كالعقدة الّتي يَعقِدها الإنسان.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۳۰۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن فُتِحَ لَهُ بابُ خَيرٍ فَليَنتَهِزْهُ ؛ فَإِنَّهُ لا يَدري مَتَى يُغلَقُ عَنهُ.۳

«النُّهْزَة»: الفرصة، و انتَهزتُها: اغتنمتها، و قد ناهَزَتْهم الفُرَصُ، و هما يَتناهزانِ إمارةَ البلد إذا ابتدراها.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن مُكِّن من خير، و فُتح عليه بابه، و فُسح له، فليبادر إليه ؛ فإنّ الزمان عَثور، و الآفات كثيرة، و لا يدري الإنسان متى لا يَقدر؟ و ما أحسَنَ ما قال الشاعر:

ليس في كُلّ ساعة و أوان

تَتَهَيّا۴ صنائعُ۵ الإحسانِ

فإذا أمكَنَتْك يوما مِن الدهرفبادِرْ بها صُروفَ الزمان

و تَشاغلْ بها و لا تَلْهَ عنهاحَذَرا مِن تعذُّر الإمكان۶

و لا يريد بالخير مثالَ۷ محقَّرٍ مِن الدنيا الفانية، إنّما هو إشارة إلى خير يكون سببا

1.. راجع : تاريخ بغداد ، ج ۱۲ ، ص ۳۵۱ .

2.. «ألف» : و يطلع عليه .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۴۳۵ و ۴۳۶ ؛ وفيات الأعيان ، ج ۷ ، ص ۱۷۸ . الزهد للحسين بن سعيد ، ص ۱۱۷ و۳۹۴ و فيه مع اختلاف ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۶۵ ، ذيل ح ۹۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۱۴۱ ، ح ۱۳۷۲۹ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۴ ، ص ۳۱۷ ، ح ۲۶۶۷ (و في الثلاثة الأخيرة عن عوالي اللآلي) .

4.. بِتسهيل الهمزة لمراعاة الوزن .

5.. «ألف» : يتهيّأ صانع .

6.. اُنظر : المحاسن والأضداد ، ص ۹۳ ؛ المحاسن و المساوي للبيهقي ، ص ۱۸۸ .

7.. «ألف» : مَنال .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2444
صفحه از 488
پرینت  ارسال به