83
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

‏ للعبد فرضاه عنه، و تخصيصه بالنعيم۱، و درجة المحبّة فوق الإرادة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَحبّ أن يَلقى اللّه‏َ واثقا به، أحبّ اللّه‏ تعالى أن يَلقاه، و لا يحبّ لقاء اللّه‏ تعالى إلاّ و هو واثق بعمله /۲۱۷/ وافٍ بما وعد على نفسه من الطاعات و اجتناب المحرّمات، فيريد أن يستريح مِن كَدّ الدنيا و نَصْبها و أذاها و تعبها، و يَرجعُ إلى ربّه ـ عزّ و جلّ ـ قارّا وادعا آمنا۲ ؛ فإذا وفى بهذه الشرائط، و أراد لقاء ربّه، أراد اللّه‏ُ تعالى و رَضِيَ لقاءَه ؛ و مَن كره لقاء اللّه‏ لما قدّم من الذنوب و العيوب، و هو يعلم أنّه لا بدّ أن يسأله عن ذلك و يعاقِبَه عليه، كره اللّه‏ تعالى لقاءَه ؛ أي لم يُرِدْه اللّه‏ تعالى و لم يَرضه، و كراهة اللقاء كراهة النُّقْلَة من الدنيا إلى الآخرة مخافة أن يعاقبه اللّه‏ تعالى على ما فَرّط فيه أو أفرط، فلذلك يريد المقام في الدنيا.

و روي: أنّ عائشة قالت للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يا رسول اللّه‏، كُلُّنا يكره۳ الموت! فقال: ذلك عند الموت، و إذا رأى الكافرُ منزلَه كره الموت فقال: «رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحا»۴، و يقال للمؤمن: نُرجعك۵ إلى دار الهموم و الأحزان؟ فيقول: لا.۶ أو كما قال.

فائدة الحديث: الحثّ على الطاعات الّتي تُطَرِّق إلى محبّة لقاء اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ و اجتناب ما يَحمل على كراهة اللقاء.

و راوية الحديث: عائشة.

1.. «ألف» : بالنعم .

2.. «ب» : ـ آمنا .

3.. «ألف» : نكره .

4.. المؤمنون ۲۳ : الآيات ۹۹ و ۱۰۰ .

5.. «ألف» : يُرجعك .

6.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص۱۰۷ ؛ سنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۱۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۵۶۶ ، ح ۴۲۱۹۸ مع اختلاف فياللفظ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
82

۳۰۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن خَافَ اللّه‏َ خَوَّفَ اللّه‏ُ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ، وَ مَن لَم يَخَفِ اللّه‏َ خَوَّفَهُ اللّه‏ُ مِن كُلِّ شَيءٍ.۱

«الخوف»: انتظار مكروه لعلامةٍ دالّةٍ على ذلك ظَنّا أو عِلما، و بالعكس منه: الرجاء: انتظار محبوب لعلامةٍ دالّةٍ على ذلك ظنّا أو علما، يقول: خافَهُ يَخافُه خَوفا و مَخافةً و خِيفَةً، فهو خائِفٌ، و جمعُه خُوَّفٌ و خُيَّفٌ۲ [و خِيَّفٌ]۳ على اللفظ، و رَجُلٌ خافٌ: شديد الخوف، و أصله خَوِفٌ مثل فَرِق و فَزِع۴، و الأمن: خلاف الخوف.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من خاف اللّه‏َ تعالى، و غَلَبَ خوفُه على قلبه، و قَصَّرَ نفسَه عليه، و لم يرخِّصْ له عقله في مخالفة أوامر اللّه‏ تعالى و نواهيه، غلَّبه اللّه‏ُ تعالى على كلّ شيء، و ثَبَّتَ هيبتَه في قلب كلّ أحد، و جعل له رَوعةً في القلوب، و سنّى له حرمةً و مكانةً عند الناس، و بالعكس من ذلك: مَن لم /۱۹۹/يَخَفِ اللّه‏َ تعالى، فهَتَكَ محارمَه، و ارتكب مآثمه، و لم يراقِب جانبه، و لم يَكترث بعقوبته۵، سلّط اللّه‏ على قلبه الخوف، و خوّفه۶ من كلّ شيء، حتّى كأنّه منزوع القلب.

و فائدة الحديث: الأمر بخوف اللّه‏ تعالى القادر على النفع و الضرّ، و أن يكون بين خوفه و رجائه ؛ حتّى يأمنَ ممّا يخاف، و ينال ما يرجو.

و راوي الحديث: واثلة بن الأسقع.

۳۰۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَحَبَّ لِقاءَ اللّه‏ِ أَحَبَّ اللّه‏ُ لِقَاءَهُ، وَ مَن كَرِهَ لِقَاءَ اللّه‏ِ كَرِهَ اللّه‏ُ لِقَاءَهُ.۷قد۸

تقدّم الكلام على الحبّ، فأمّا مَحبّة العبد لربّه فطلب۹ التقرّب إليه، و أمّا محبّة اللّه

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۵ ، ح ۴۲۹ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۲۰ و ص ۱۸۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ ،ح ۲۶۰۰ ؛ و ص ۳۱۰ ، ح ۲۷۸۵ .

2.. «ألف» : خَيفَة .

3.راجع : القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۸۷ خوف .

4.. «ألف» : فرع .

5.«ب» : لعقوبته .

6.«ب» : أخافه .

7.«ألف» : لقاه . و كذلك المورد الآتي .

8.۸ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۶ و ۲۶۷ ، ح ۴۳۰ و ۴۳۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۱۳ و ۳۴۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۰۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۵۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۳۱۶ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۹۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۶۵ . مصباح الشريعة ، ص ۱۷۳ ؛ ذكرى الشيعة ، ص ۳۸۹ ؛ روض الجنان ، ص ۳۱۵ ؛ الحبل المتين ، ص ۶۹ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۷۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۲ ، ص ۱۰۶ ، ح ۱۵۵۱ .

9.. «ألف» : يطلب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2356
صفحه از 488
پرینت  ارسال به