الّتي يَسعى الإنسانُ فيها، فهو أمرٌ بالطلب من أحسن الوجوه المطلوب منها الحوائج، و هذا الوجه كما ترى! و الوجه الأوّل شائع ذائع لا يمكن ردّه، و كلام الحسن البصريّ يدلّ عليه.
و فائدة الحديث: الحثّ على صلاة الليل، و إعلام أنّها تورث النور في وجه المصلّي.
و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه، و أصحاب الحديث ينكرون أنّ هذا الحديث من حديث النبيّ صلىاللهعليهوآله.۱
۲۹۶.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن أَحَبَّ دُنياهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَ مَن أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنياهُ.۲
إنّما قال صلىاللهعليهوآله ذلك لأنّ مَن أحبّ الدنيا و زينتها أكبّ عليها، و أفرغ جُهده في طلبها، فلم يتفرّغ للاُمور الاُخرويّة من العبادة و الصوم و الاقتصار على وجوه البرّ، فقد أضرّ بآخرته إضرارا بيّنا حيث آثر عليها الفانية ؛ و بالعكس مِن ذلك: مَن أحبّ الآخرة و أن يكون أمره فيها سليما و مرجعه كريما، انقطع إلى العبادة و أفعال الخير و ما يعود عليه بالنعيم المقيم في رضى ربّه، فأقبل بكليّته عليه، و لم يفرغ إلى ترقيح۳ الحطام و استصلاح المعاش، فقد أضرّ بالدنيا۴، و آثر عليها ما يؤثر، فِعْلَ العاقل اللبيب الحازم الأريب الّذي نظر لنفسه فأحسَنَ النظر مقتديا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وآله الطاهرين عليهمالسلام و أصحابه الراشدين رضي اللّه عنهم.
أ لم تر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعائشة و قد عُلِّق على باب حجرتها ستر فيه تماثيل: نَحِّيه ؛ فإنّي إذا نَظرتُ إليه ذَكرتُ الدنيا!۵
1.. في هامش «ألف» : فهو حديث موضوع كما نَصَّ عليه الحافظ العراقي في الألفيّة ، و كذلك شارحوها .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۸ ، ح ۴۱۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۱۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۰۸ ؛ السننالكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۷۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۴۸۶ . كنز الفوائد ، ص ۱۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۹ ، ح ۸۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۸۱ ، ح ۴۳ و في الأخيرين عن كنز الفوائد .
3.. «ألف» : لم يفرع إلى ترفيح .
و الترقيح و الترقُّح : إصلاح المعيشة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقم .
4.. «ألف» : بدنياه .
5.. راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ۱۶۰ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۲۳۲ .