۶۲۱.قوله صلىاللهعليهوآله: إيَّاكُم وَ الظَّنَّ ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ.۱
«الظنّ»: ما يَحصُل عن أمارة، فإذا قَوِيت أدّتْ إلى العلم.
ينهى عليهالسلام عن الإخبار بالظنّ، و التحديثِ بالمظنون، و لذلك قال صلىاللهعليهوآله: فإنّه أكذب الحديث.
يقول صلىاللهعليهوآله: ينبغي للعاقل أن لا يحدِّث إلاّ بما قد قَتَلَه۲ عِلما۳، لا كما يفعله الجاهلُ يَظُنّ ظنّا، فيتصوّره يقينا، ويَبني عليه، و ينقله! و أمرُ الظنّ صعبٌ، و إذا أردتَ ذلك فاحتَكِم إلى نفْسِك كم ظننتَ ما فَحَصتَه بعد الظنّ فوجدتَه بخلاف ما ظننتَ ؟!
و روي حديث آخَر: إذا ظننت فلا تُحَقِّقْ۴.۵
و فائدة الحديث: النهي عن إطلاق الحديث المظنون فإنّه كالكذب ؛ لأنّه خالٍ مِن برد اليقين.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۶۲۲.قوله صلىاللهعليهوآله: إيَّاكُم وَ دَعوَةَ المَظلُومِ وَ إنْ كانَ كافِراً.
هذه۶ شَفَقَةٌ بالغة على عباد اللّه، و إعلامٌ بأنّ العبد بالكفر لا يَخرج من العبوديّة، فيقول صلىاللهعليهوآله:
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۷ ، ح ۹۵۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ و ۳۴۲ و ۴۶۵ و ۴۹۲ و ۵۱۷ ؛ صحيح البخاري ،ج ۳ ، ص ۱۸۸ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۳۶ ؛ و ج ۷ ، ص ۸۸ ؛ و ج ۸ ، ص ۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۶۰ ، ح ۴۹۱۷ . وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۵۹ ، ح ۳۳۱۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۹۵ ، ح ۸ مع اختلاف يسير في الأخيرين .
2.. «ألف» : قيله .
3.. قَتَلَه علما ؛ على المَثَل ؛ أي عَلِمَه عِلما تامّا ، و يقال أيضا : قَتَلتَ الشيء خُبرا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۵۰ قتل .
4.. أي لا تحكم به و لا تقل إنّه حقٌّ و حقيقة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۷۲ ظنن .
5.. تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ۳۳۲ ، ذيل الآية ۱۲ من سورة الحجرات ۴۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۳۴ ؛ كنز العمّال ،ج ۱۶ ، ص ۲۸ ، ح ۴۳۷۸۹ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۴۰۲ .
6.۶ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۷ ، ح ۹۶۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۵۳ ؛ تاريخ ابن معين ، ج ۲ ، ص ۳۵۲ ، ح ۵۲۸۱ ؛ الكنى للدولابي ، ج ۲ ، ص ۷۲ .