465
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فصلٌ

۶۱۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إيّاكَ وَ مَا يُعتَذَرُ۱ مِنهُ.۲

«إيّا»: اسمٌ مبهم تَتّصل به الضمائرُ الّتي تَكون للنصب مثل إيّاه و إيّاك و إيّاها و إيّاهنّ، فتُخصِّصُ المقصودَ بالذكر، و لا مَوضعَ لهذه الضمائر من الإعراب ؛ مثل الكاف في ذلك، و التاء في أنت، و قد صار مع الضمير كالشيء الواحد.

و قال بعضهم: إيّا مضافةٌ إلى الضمير، و استدلّ بقولهم: إذا بلغ الرجُلُ الستّينَ فإيّاه و إيّا الشوابّ.۳ و للنحويّين في إيّا كلام طويل عريض، و لَسْنا في النحو هُنا فنَبسُطَ، و قد تجيء للتحذير كقولك: إيّاك و الأسدَ. قالوا: و هي هاهنا بدل من فعلٍ كأنّك قلت: باعِدِ الأسدَ، و كان لها تحقيقا و هو أن يكون التقدير في «إيّاك و الأسد» إيّاك راصِدْ و الأسدَ، فاختصروا على عادة لهم، و هذا الموضع لا يَحتمل أكثَرَ مِن ذلك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: احذر الأمرَ الّذي تَحتاج۴ فيه إلى إقامة المعاذير، فالمعاذير أكثرها باطل.

1.. «ألف» : تعتذر .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۳ ، ح ۹۵۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۴۵ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۱۵۱ ؛كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۷۵ ، ح ۸۶۹ . بحار الأنوار ، ج ۷۵ ، ص ۲۰۰ ، ذيل ح ۲۸ .

3.. نسبه الجوهري إلى بعض النحويّين ، و رواه الرضي عن الخليل و الأخفش و المازني . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۴۶ ، ذيل مادّة «إيّا» ؛ شرح الكافية للرضي ، ج ۲ ، ص ۴۲۵ .

4.. «ألف» : يحتاج .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
464

و فائدة الحديث: الإعلام بما يَتقدّم القيامةَ من الاُمور.

و راوية الحديث: عائشة.

۶۱۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَنْ يَهلِكَ امرُؤٌ بَعدَ مَشوَرَةٍ.۱

«المَشوَرَة و المَشُورة»: الشُّورى، و المِشوَرة مِفعلة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لن يَهلِكَ المُستشير ؛ و ذلك لأنّ الآراء الكثيرة تُعاونه، أو الرأيَ الفارغ الّذي لا يَشوبه الهوى، و قد مضى۲ بيانُه بأشرَحَ مِن ذلك عند قوله عليه‏السلام:ما هَلَكَ امرُوٌ عن مشورة.۳

و فائدة الحديث: الأمر بالمشورة.

و راوي الحديث: سعيد بن المسيِّب.

۶۱۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَنْ تَهلِكَ الرَّعيَّةُ ـ و إنْ كانَت ظَالِمَةً مُسيئَةً ـ إذَا كانَتِ الوُلاَةُ هَادِيَةً مَهدِيَّةً.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الرعيّة لا تهلك ـ و إن كانت ظالمةً مسيئةً ـ إذا كان لهم رئيسٌ راعٍ مُراعٍ مطاعٌ مَهيبٌ ؛ يَقبِض على يد الظالم، و يُرشِد الضالَّ، و يَحوطُ اُمورَهم مِن جوانبها، و يكون لُطفا لهم في فعل الخير و اجتناب الشرّ ؛ و بالعكس من ذلك تَفسُدُ۵ الرعيّةُ ـ و إن كانت صالحةً طائعةً ـ إذا كان رئيسُهم ظالما غير مستصلِح للرئاسة.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الوالي ينبغي أن يكون مطاعا مَهيبا صالحا مُصلِحا حتّى يكون لُطفا فيما بين الخلق.

و راوي الحديث: ابن عمر.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۲ ، ح ۹۵۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۱۰۲ ، ح ۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۷ ،ص ۲۲۸ ، ح ۵۲۳ ؛ البداية و النهاية ، ج ۱۰ ، ص ۳۴۸ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۳ ، ص ۲۵۶ .

2.. ما مضى هو قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : ما شقي عبد بمشورة قطّ ، و لا سعد باستغناء برأي .

3.. المبسوط للسرخسي ، ج ۱۶ ، ص ۱۷۴ ؛ أدب الدنيا والدين للماوردي ، ص ۳۱۱ ؛ النهج المسلوك في سياسة الملوك ،الشيرزي ، ص ۲۱۰ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۳ ، ح ۹۵۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۳۱ ، ح ۱۴۷۱۴ ؛ ذيل تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۱۷۳ ؛ ميزانالاعتدال ، ج ۲ ، ص ۴۲۵ ؛ لسان الميزان ، ج ۳ ، ص ۳۸۸ .

5.«ألف» : يفسد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2477
صفحه از 488
پرینت  ارسال به