447
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و الوجه الآخر أنّه يقول عليه‏السلام: لا تَستحقِرْ معروفا تُولاه و إن كان قليلاً فيكونَ غَمْطا للنعمة۱ و إزراءً بها.

و فائدة الحديث: النهي عن استحقارك المعروف مُعطِيا و مُعطًى.

و راوي الحديث: أبو جُرَيِّ۲ الهُجَيميّ، قال: قلت: يا رسول اللّه‏، إنّا قوم مِن أهل البادية، فعَلِّمْنا عملاً لعلّ اللّه‏َ أن يَنفعنا به؟ فقال عليه‏السلام: لا تحقرنّ من المعروف شيئا.

۶۰۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تُواعِدْ أَخاكَ مَوعِداً فَتُخلِفَهُ.۳

هذا كقوله عليه‏السلام: العِدَةُ دَين.۴ و كقول أمير المؤمنين عليه‏السلام: المسؤول حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ.۵

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تُواعِدْ أخاك بما تَبسُط به أمَلَه، ثمّ تَهجُم به على اليأس البَحْتِ، فأقَلُّ ما في هذا الكذبُ، و أعظمُ ما فيه الخيانة.

و قوله عليه‏السلام: «أخاك» معناه: لا تواعدْ مسلما ثمّ تُخْلِفه. و يعطي أنّه يجوز مع الكافر إذا أردتَ خِداعَه في أمر من اُمور الدين، و الأحسن أن لا يكون ذلك أيضا كذبا محضا، بل بالمَعاريض. و «واعَدَ» و وَعَدَ واحد. و قوله عليه‏السلام: «فيخلفَه» نصبٌ بإضمار أن، و التقدير: لا يَكُنْ منك وعدٌ فإخلاف۶، و هذا في النهي مثل قوله في النفي:

1.. غَمِطَ النعمةَ و العافية يَغمَطها غَمْطا : لم يَشكرها . و غَمَطَ الناسَ غَمْطا : احتقرهم و استصغرهم . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ،ص ۳۶۴ غمط .

2.. «ألف» : حريّ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۹۳۶ ؛ سبل السلام ، ج ۴ ، ص ۲۹۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۹ ،ص ۲۴۸ . و راجع : جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۳ ، ص ۵۸۴ .

4.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۴ ، ص ۲۳ ؛ المعجم الصغير له ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۷ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ ، ح ۵۶۸۲ و ۵۶۸۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۴۷ ، ح ۶۸۶۵ و ۶۸۶۶ .

5.. نهج البلاغة ، الحكمة ۳۳۶ .

6.. «ألف» : و إخلاف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
446

و فائدة الحديث: النهي عن غيبة المسلمين و تتبُّع عوراتهم.

و راوي الحديث: أبو بُردَة.

۵۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَخْرِقَنَّ عَلى أَحَدٍ سِتْراً.۱

هذا الحديث مِثلُ الّذي قبله، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَخرقَنّ سِترَ مسلمٍ اقتداءً باللّه‏ تعالى ؛ فإنّه ـ عَزَّ و علا ـ عَرَفَ ذلك منه قبل معرفتك به، و لم يَهتِك سترَه، و لم يَشهَره على رؤوس الملائكة، سَتَرَ عليه و لم يُطْلِع الناسَ على مساويه و مقابحه.

و فائدة الحديث: النهي عن فَضْح الناس و خَرْق السِّتر عنهم.

و راوي الحديث: أبو الدرداء، قال: إنّ رجلاً يقال له حرملة أتى۲ النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال له: الإيمان۳ هاهنا ـ و أشار بيده إلى لسانه ـ، و النفاق هاهنا ـ و أشار بيده إلى قلبه ـ فلا أذكر اللّه‏ إلاّ قليلاً! فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اللّهمّ اجعل له /۳۸۴/ لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا...، و ذَكر حديثا طويلاً، فيه: و لا تَخرِقنّ۴ على أحد سِترا.

۵۹۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَحقِرَنَّ منَ المَعرُوفِ شَيئاً.۵

نهى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن يَحْقِرَ الإنسانُ شيئا مِن المعروف فيَستصغِرَه، و لهذا الحديث وجهان:

أحدهما أنّه يقول عليه‏السلام: لا تَحقرنّ معروفا تُولِيه۶ غيرَك فيمنعك استصغارُه من إعطائه.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، ح ۹۳۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۴۶ ، ح ۱۰۳۷۲ ؛ تفسير ابنكثير ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۷ ، ح ۲۳ ؛ اُسد الغابة ، ج ۱ ، ص ۳۹۷ مع اختلاف يسير في الجميع عدا الأوّل .

2.. «ألف» : انّ .

3.. «ألف» : ألا إنّ .

4.. «ألف» : . . . طويلاً ، و لا يخرقنّ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۵ ، ح ۹۳۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۸۳ ؛ و ج ۵ ، ص ۶۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۳۷ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۱۸۸ . رسائل الشهيد الثاني ، ص ۲۸۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۳۴۴ ، ح ۱۴۲۴۴ .

6.. أوليتُ فلانا خيرا و أوليته شرّا كقولك سُمتُه خيرا و شَرّا ، و أوليتُه معروفا إذا أسديتَ إليه معروفا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۱۳ ولي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2485
صفحه از 488
پرینت  ارسال به