45
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و روي على وجه آخر: عائد المريض على مَخارف الجنّة حتّى يَرجع.۱

قال أبو عبيد: قال الأصمعي: واحد المَخارف مَخرَف و هو جَنَى النخل ؛ سُمّي بذلك لأنّه يُخترف أي يُجتنى.۲

و قال ابن۳ قتيبة۴: ليست المخارف الجَنَى، بل هي النخيل۵ أنفسها، و الجنى مَخروف و ليس بمخرف، و الأمر في ذلك قريب ؛ فأمّا الّذي نحن فيه من /۱۸۴/قوله عليه‏السلام: عائد المريض في خرفة الجنّة، فهو تسمية الشيء بما يؤول إليه أي إنّه في ثمر الجنّة يطعمه و يتناوله، و المعنى سيطعمه و سيصل إليه ثوابا على عيادته المريض۶ الّذي خَلَعَ اللّه‏ تعالى عنه لباس العافية، و ابتلاه بالمرض الّذي يصدّه عن المطاعم و المشارب، بل سَجَنَه في جلده، لا يستطيع أن يتحرّكَ و يقومَ و يقعدَ و يتصرّف۷ ؛ فمَن رَقَّ له، و سلّى قلبه عن مرضه، و طيّب قلبه بذكر عوضه۸، و زاره حتّى لا يقع له أنّه قد اُدرج في صحيفة النسيان، و ترك ذكره بين الإخوان، كان بعرض أن يمكّنه اللّه‏ من خرفة الجنّة و۹ ثمارها و فواكهها، أطمعنا اللّه‏ منها.

و يجوز أن يُعنى بالخُرفة البستان، و يكون على معنى مكان الخُرفة أو مَظِنّة الخُرفة فحذف المضاف.

و فائدة الحديث: الحثّ على العيادة، و إعلام أنّه من جملة العبادة.

و راوي الحديث: ثَوبان.

1.. نقل عنه ابن سلاّم في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۸۱ .

2.. نقل عنه في تهذيب اللغة ، ج ۷ ، ص ۱۵۰ خرف .

3.. «ب» : ـ ابن .

4.. نقل عنه ابن منظور في لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۶۴ خرف .

5.. «ألف» : النخل .

6.. «ألف» : للمريض .

7.. «ألف» : ينصرف .

8.. «ألف» : عرضه .

9.. «ألف» : ـ الجنّة و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
44

معناه: مَن أطاق أن يَقتدي بها قدر ما يطيق دَخَلَ الجنّة.

و «أحصى» بمعنى أطاق كما قال عليه‏السلام: استقيموا و لن تُحْصوا۱ ؛ فقال تعالى: «عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ»۲ أي تطيقوه. فنحن مأمورن بأن نقتبس من صفاته الكريمة عَزَّ رَبُّنا و علا.

و فائدة الحديث: الأمر بالرفق و اللِّين و السهولة، و الإخبار بأنّ مَن فعل ذلك جازاه اللّه‏ تعالى جزاءً حسنا.

و راوية الحديث: عائشة.

۲۸۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن عَادَ مَريضاً لَم يَزَلْ في خُرفَةِ الجَنَّةِ.۳

«الخُرْفَة»: قدر ما يُجتنى من الفاكهة. و المَخرَفة: البستان.

و حكى أبو زيد۴: الخرائف النخل اللاّتي تُخرَص۵، و الخَريف الفصل الّذي يُخترف فيه الثِّمار، و المِخرَف /۱۹۸/ ما يُجتنى فيه الفواكه، و خَرَفتُ الثمارَ أخرُفها ـ بالضمّ ـ أي اجتنيتُها، فهو مَخروف و خريف، و أنا خارف.

و روي هذا الحديث على وجه آخر:۶عائِدُ المريض في خِرافة الجنّة ؛۷ أي في اجتناء ثمر الجنّة.

1.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۷ و ۲۸۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۱۰۱ و ۱۰۲ ، ح ۲۷۷ و ۲۷۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ .

2.. المزّمّل ۷۳ : ۲۰ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ ، ح ۳۸۴ و ۳۸۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۸۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۳ ؛ السننالكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۸۰ . الدعوات ، ص ۲۲۱ ، ح ۶۰۶ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۱۹ و فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام مع اختلاف يسير ؛ ذكرى الشيعة ، ص ۲۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۲۴ ، ح ۳۱ .

4.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۴۸ خرف .

5.. «ألف» : تحرص .
و خَرْصُ النخل و الكَرْم إذا حَزَرتَ التمرَ و قَدَّرتَه بظنٍّ و لم تستيقن مقداره . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۱ خرص .

6.. «ألف» : + و .

7.. مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام ، ص ۱۸۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۱ ، ص ۲۱۶ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۳۱۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2452
صفحه از 488
پرینت  ارسال به