439
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: النهي عن۱ نسبة ما يَحدُث في الدهر مِن أفعال اللّه‏ تعالى إلى الدهر.

و راوي الحديث: أبو قَتادة.

۵۹۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَسُبُّوا السُّلطانَ ؛ فَإِنَّه فَيْءُ اللّه‏ِ في أَرضِهِ.۲

«الفَيء»: الظِّلُّ بَعدَ الزوال، و معناه أنّه۳ كالفيء يَستذري به۴ المظلومُ و المضطرّ.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ السلطان ـ يعني الإمامَ العادل و الحاكم المنصف و الواليَ الديّن ـ بمنزلة الظلّ المستراحِ إليه فلا يَستحقّ السبَّ ؛ بل تجب طاعتُه، و يتعيّن تِباعته، و قد تَقدَّمَ شرحُ هذا الحديث في حديثٍ آخَر بأوفى و أبيَنَ مِن ذلك.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ السلطان عذابُ اللّه‏ أو عقابه، فلا تَستقبِلوا عذابَ اللّه‏ أو عقابه بالسيف، و لكن استَقبِلوه بالدعاء.۵

و قال أبو سُليمان الخَطّابيُّ: يعني: استَظِلّوا بظِلِّهم، و لا تَشُقّوا العَصا بالخروج عليهم.۶

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا۷ أحسَنَ فله الأجر و عليكم الشكر، و إذا أساء فعليه الإصر۸ و عليكم الصبر.۹

1.. «ألف» : ـ عن .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۹ ، ح ۹۲۲ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۳ ، ص ۶۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۳۶ ، ح ۹۷۸۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۶ ، ح ۱۴۵۸۶ . مشكاة الأنوار ، ص ۵۴۶ (مع اختلاف يسير فيه) .

3.. «ألف» : فإنّه .

4.. استَذريتُ بالشجرة : استَظللتُ بها و صِرتُ في دِفئها . و استَذريتُ بفلان : التجأت إليه و صِرتُ في كنفه و ستره و دِفئه .انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۳ ذرو .

5.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن الحسن أو مالك بن دينار أنّه قال : «إنّ الحَجّاج عقوبة سلّطه اللّه‏ تعالى عليكم ، فلا تستقبلواعقوبة اللّه‏ بالسيف ، و لكن استقبلوها بالدعاء و التضرّع» . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۷ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۶ ، ص ۳۲۲ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۴۹ . ولكن روي في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط بعينه .

6.. غريب الحديث للخطّابي ، ج ۱ ، ص ۷۰۸

7.. في المصادر : فإذا .

8.. الإصر : الذنب و الثقل ، و العهد الثقيل ، و جمعه : آصار : انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۲ أصر .

9.. الفائق ، ج ۱ ، ص ۴۱ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۵۲ أصر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
438

و المنعَّم فيها مبتلًى بخوف السلب، و المبتلى موعود بزوال الكَرْب، بل يجب على العاقل إذا نَظَرَ إلى المبتلى أن يَشكُرَ اللّه‏َ تعالى على عافيته و يواسيَ أخاه المُسْلِمَ إن قَدَرَ على مواساتِه و يدعوَ له.

و في الحديث: مَن نظر إلى مبتلًى فقال: «الحمد للّه‏ الّذي عافاني ممّا ابتلى به غيري»، عافاه اللّه‏ مِن ذلك البلاء.۱

و فائدة الحديث: النهي عن الشَّماتة، و الإنذار بأنّ الشامتَ جديرٌ بأن يَنقلبَ البلاءُ عليه بسبب شَماتته.

/۳۸۱/ و راوي الحديث: واثلة بن الأسقع رحمة اللّه‏ عليه.

۵۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَسُبُّوا الدَّهرَ ؛ فَإِنَّ اللّه‏َ هُوَ الدَّهرُ.۲

«الدَّهر» اسم لمدّة العالَم مِن أوّله إلى آخِرِه، و ربّما يُستعار للمُدّة الطويلة، بخلاف الزمان ؛ فإنّه يَقَعُ على القليل و الكثير، و كان في العرب عُبّاد الأصنام، و كان فيهم جماعةٌ مِن أكابرِهم و رؤوسهم يقولون بالدهر، و اُنزِّه قلمي عن تعيينهم، فكانوا يَنسُبون ما يَحدُث بهم مِن أفعال اللّه‏ تعالى مِن الأمراض و الأسقام و الموتِ إلى الدهر، و يسُبّونه و يَذكرون ذلك في أشعارهم، فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «لا تسبّوا الدهر» ؛ لمكان ما يَحدُث ؛ فإنّ الّذي تَسُبّونه و تَسمّونه الدهرَ هو اللّه‏ تعالى، و قال اللّه‏ تعالى حاكيا عنهم: «مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ»۳.

1.. نقل بالمعنى . راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۱۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۸۲ ، ص ۳۸۹۲ ؛سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۱۵۷ ، ح ۳۴۹۲ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۹۷ ، ح ۲۰ ؛ الأمالي للصدوق قدس‏سره ، ص ۳۳۹ ، ح ۴۰۲ ؛ روضةالواعظين ، ص ۴۷۳ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۹ ، ح ۹۲۰ و ۹۲۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۵ و ۴۹۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۴۵ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۵۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۶۵ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۷۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۲ ، ح ۶۰۶۶ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۲۰۰ .

3.. الجاثية ۴۵ : ۲۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2278
صفحه از 488
پرینت  ارسال به