في الانتظار ؛ و ذلك لأنّ۱ هذا الانتظارَ عزمٌ على الصلاة، و العزم هو الإرادة۲ المسابِقةُ۳ على الشيء، فهو و إن لم يَكُنْ في نفس الصلاة فإنّه فيما يَتعلّق بها و يُعَدّ مِن أسبابها، فيُكتب له ثوابُها ؛ لمكان أنّ الإرادة أيضا۴ فعلٌ يُثاب عليه.
و فائدة الحديث: تعظيم أمر الصلاة، و إعلام أنّ في إرادتها الثوابَ الجزيل.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۵۸۹.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ تُظهِرِ الشَّماتَةَ لِأخيكَ، فيُعافِيَهُ اللّهُ وَ يَبتَلِيَكَ.۵
«الشَّماتة»: الفَرَح ببليّة العدوّ، و يقال: شَمِتَ به يَشمَتُ شَماتةً، و يقال: باتَ فلانٌ بليلةِ۶ الشوامت أي بليلةٍ تُشْمِتُ الشوامتَ.
و «العافية»: دفاع اللّه تعالى عن العبد ما يَكرَه، و تُوضَعُ موضِعَ المَصدر، يقال: عافاه اللّهُ عافيةً و أعفاه اللّهُ بمعنى، و أصل «ع ف و»: الدُّروس، تقول: عَفا المَنزِلُ، و عَفَتْه الريحُ، يَتعدّى و لا يَتعدّى، و العافية كأنّها من ذلك ؛ لأنّها كناية عن ذهاب /۳۴۶/ ما يؤذي. و العفو عن الذنب أيضا يَرجع إلى ذلك كأنّه يَدرُس الذنبَ و يَمحوه.
فيقول صلىاللهعليهوآله: لا تَشمُتْ بأخيك المؤمن لِضُرٍّ يَنزِل به و بلاء يحيط به ؛ فإنّ ذلك مَجدَرةٌ لأن۷ يعافيَه اللّهُ و يَبتليك جزاءً للشَّماتة و درجةً للمشموت به ؛ و ذلك لأنّ أحوال الدنيا بعَرَض التغيّر و التبدّل، فلا العافيةُ تدوم، و لا الشَّقاءُ يَبقى ؛ و هي دارٌ بُنِيَتْ على الزَّوال،