435
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الأمر بالتقوى و التثبّت و التفحّص، و مُحاذَرةِ أن يقع في الحرام ؛ ليحصِّل درجة التقوى.۱

و راوي الحديث: عطيّة السعدي.

۵۸۶./۳۴۵/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن اُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِينَ حَتَّى يَأتيَ أَمْرُ اللّه‏ِ.۲

لا شكّ أنّ الحقّ ليس بخارج من بين الاُمّة الّتي ذَكرها اللّه‏ تعالى فجعلها خيرَ اُمّة، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تزال طائفةٌ مِن اُمّتي ملتزِمين الحقَّ مقيمين الصِّدقَ على كثرة الباطل و فُشُوّ الفساد و اتّباع الأهواء و البِدَع و استيلاء أهل الزَّيغ، فيَحفَظهم اللّه‏ تعالى نُصرةً لدينه و حفظا لشريعته ؛ «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»۳.

و «أمرُ اللّه‏ تعالى» في الحديث يعني به القيامة.

و فائدة الحديث: الإخبار بدوام طائفةٍ مِن الاُمّة على الحقّ يُرسِخون عليه أقدامَهم، لا يزولون عنه و لا يميلون و لا ينحرفون إلى غيره.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

۵۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَزَالُ نَفْسُ الرَّجُلِ مُعَلَّقَةً بِدَينِهِ حَتَّى يُقضى عَنهُ.۴

هذا الحديث يحتمل وجهين ؛ أحدهما حقيقةٌ، و الآخر مَجاز:

فالحقيقة أنّ أمر الدَّين صَعبٌ و مزاوَلَتَه محنة، فلا بدّ مِن تعلّق القلب به ما دام الرجُلُ

1.. «ألف» : ـ و التثبّت . . . درجة التقوى .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۶ ، ح ۹۱۳ و ۹۱۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۷۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ،ص ۳۴۲ ، ح ۲۳۱۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۶ ، ص ۲۲۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۲۵۳ ، مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۴۳۱ .

3.. التوبه ۹ : ۳۳ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ح ۹۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۰۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۲۷۰ ، ح ۱۰۸۴ و ۱۰۸۵ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۲۶ . تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۱۴ ، ص ۳۴۳ ؛ منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۴۲۷ ؛ نهاية الإحكام ، ج ۲ ، ص ۲۱۹ ؛ ذكرى الشيعة ، ص ۳۰۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
434

و قال عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ يقول: يا ابنَ آدمَ، إذا أخذتُ كريمتَك فصَبرتَ و احتسبتَ عند الصدمة الاُولى لم أرضَ لك ثوابا دون الجنّة.۱

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى إذا سَلَبَ عبدا مؤمنا عينيه أباح له الجنّة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَبلُغُ العَبدُ أنْ /۳۷۹/ يَكونَ مِنَ المُتَّقينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لاَ بأسَ بِهِ۲ حَذَراً لِما بِهِ بَأسٌ.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ العبد لا يُثبَت اسمُه في جريدة المتّقين حتّى يَتصوّن و يَحترز مِن بعض المباحات حذرا أن يقع في الشبهات، و ما لم يَفعَل العبدُ ذلك لم يُمْكنه تجنّبُ الحرام ؛ فإنّ مَن يَرتع حول الحِمى يوشِك أن يَقَعَ فيه، و أصل البأس الشدَّة، و قولهم: «لا بأس بذلك» أي لا شدّة على من يَشرَع۴ فيه، و اختلفوا في هذه المسألة و أنّه هل يكون لتارك المباح في هذا الوجه ثواب أم لا؟ فقال بعضهم: إنّه لا ثواب له في ذلك ؛ لأنّ المباح ليس في فعله و لا تركه ثواب، و الصحيح أنّه إذا تَحَرّى بذلك التصوّنَ و أن لا يصير المباحُ سُلَّما و ذريعةً في الحرام فهو مُثابٌ بذلك نظرا إلى قصده و اعتبارا بنيّته۵، و لذلك قيل: مَن أراد أن يَتعطّل و يتبطّل فليَلزَمِ الرُّخَصَ.۶

1.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۵۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۳۰۸ ؛ سبل الهدى ، ج ۹ ، ص ۱۶۱ .

2.. «ألف» : ـ به .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۴ ـ ۷۶ ، ح ۹۰۹ ـ ۹۱۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۵۱ ، ح ۲۵۶۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ،ص ۳۱۹ ؛ فتح الباري ، ج ۱ ، ص ۴۶ . تحف العقول ، ص ۶۰ ؛ الصراط المستقيم ، ص ۱۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۶۴ ، ح ۱۹۲ .

4.. «ألف» : تسرع .

5.. «ألف» : اعتبار بغيته .

6.. روي عن إبراهيم بن شيبان القرميسيني الصُّوفي راجع : شعب الإيمان ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ ، طبقات الصوفية ، ص ۴۰۳ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ۱۵ ، ص ۳۹۲ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۲۵ ، ص ۱۴۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2285
صفحه از 488
پرینت  ارسال به