431
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تكثُر النساءُ عند القيامة كثرةً بيّنةً غاليةً۱، فأمّا زيادتُهنّ عددا على الرجال فلا شكّ فيه، و مَن اعتَبر ذلك عَلم، قالوا: و لذلك رُخّص للرجُل الواحد في التزوُّج۲ بأربَعِ حَرائرَ، و التسرّي بما شاء من الإماء.

و فسّر الحديث على أنّ۳ معناه: لا تَقُوم الساعة حتّى تصير النساءُ قَهارمةً على الرجال، و الرجال مرتسِمين لمَراسمهنّ تابعين لإرادتهنّ، فيَقلّ الرجال و يَذلّوا، فتصير۴ الأزواجُ إناثا و الزوجاتُ ذُكورا، و هذا كماترى.

و فائدة الحديث: الإخبار بأنّ النساءَ يَكثُرنَ عند القيامة فيزيد عَدَدُهنّ على عدد الرجال، و ذلك أيضا ممّا يؤدّي إلى الفساد الصعب، فيكون من باب قوله عليه‏السلام: لا تَقوم الساعةُ إلاّ على شِرار الناس.۵

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۸۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَستُرُ عَبدٌ عَبداً في الدُّنيا /۳۴۴/ إلاَّ سَتَرَهُ اللّه‏ُ تَعالَى يَومَ القيامَةِ.۶

هذا الحديثُ يَحتمل وجهين: أحَدُهما: أن يكون على ظاهره و يكون المعنى الستر من العُرْي، كأنّه يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَستُر عبدٌ عبدا فيكسوه ما يواريه من لباس يَستُر العورةَ إلاّ ألبسه

1.. «ألف» : غالبة .

2.. «ألف» : الزوج .

3.. «ألف» : ـ أنّ .

4.. «ألف» : قصير .

5.. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۴۰ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۷۲ ، ح ۳۸۶ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۵ ، ص ۲۶۴ ؛المعجم الكبير للطبراني ، ج ۸ ، ص ۱۸۲ و ۲۲۷ ؛ و ج ۹ ، ص ۱۱۳ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۹ ، ح ۸۹۸ ، و ص ۷۱ ، ح ۹۰۲ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۲ ، ح ۹۰۵ و ۹۰۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۸۹ و ۴۰۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۱ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۸۴ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۲۳ ، ص ۱۳۰ ؛ نصب الراية للزيلعي ، ج ۴ ، ص ۹۴ ؛ العهود المحمّدية ، ص ۴۰۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ ، ح ۶۳۸۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
430

فكذلك۱ الحديث يَشتمل على تفضيل عيسى عليه‏السلام في الزهد ؛ و ذلك لأنّه لم يكن له أهلٌ و لا وَلَدٌ و لا مال و لا دار و لا عَقار۲ /۳۷۷/ و لا شيء من الذخائر قطعا، و هذه خَلّة لم يُشارِكه فيها أحد، فلذلك فُضّل هَديُه على هدي الناس.

و روي أنّه: كانت له عليه‏السلام قَصعَةٌ۳ و مُشطٌ في بسيط الأرض كلّها، فنظر عليه‏السلام إلى إنسان يَشرَب بيديه مِن النهر فقال: معي قَصْعتي! و رمى بالقصعة، و إلى آخر يُسرِّح لحيتَه بإصابعه فرمى بالمُشط و قال: معي مشطي!۴

و قد فَسّر أبو نُعَيمٍ الحافظ۵ هذا الحديثَ بنحو ممّا فسّرناه، و اللّه‏ الموفّق.

و روي في الحديث أنّه: يَنزل عيسى عليه‏السلام في زمان المهدي عليه‏السلام فيَدخُل وقتُ الصلاة فيَعرض المهديُّ على عيسى عليهماالسلام التقدّمَ للصلاة فيقول: لا، إنّ ديني منسوخ، بل تَتقدّم أنت، و اُصلّي بصلاتك. فيَتقدّم المهديُّ و يصلّي المسيحُ عليه‏السلام خَلفَه جماعةً.۶

و فائدة الحديث: الإخبار بشدّة التكليف بَعدَه و ارتفاعِ البركات و شُحِّ الناس، و الأمر باجتناب الدنيا و سلوك طريق المسيح عليه‏السلام.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۵۸۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقِلَّ الرِّجَالُ وَ تَكثُرَ النِّساءُ.

«۷الساعة»: الوقت الحاضر، و يُجمَع ساعا و ساعاتٍ، و الساعة القيامة.

1.. «ألف» : «و» بدل «فكذلك» .

2.. العَقار : المَنزل و الأرض و الضِّياع و النخل و نحو ذلك . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۹۷ عقر .

3.. القَصعة معروف ، و بالفارسية قَدَحٌ . فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۶۹۶ قصع .

4.. الأربعين في اُصول الدين للغزالي ، ص ۱۲۵ ؛ نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج ۵ ، ص ۲۶۷ .

5.. لم نعثر عليه .

6.. لم نعثر عليه ، نعم روي مضمونه . راجع : صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۹۵ ؛ المنتقى من السنن المسندة ، ص ۲۵۷ ، ح ۱۰۳۱ ؛صحيح ابن حبّان ؛ ج ۱۵ ، ص ۲۳۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۹ ، ص ۱۸۰ ؛ الصراط المستقيم ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ .

7.۷ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۲ ، ح ۹۰۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۵۸ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۲۸۸ ؛ عمدة القاري ،ج ۲۰ ، ص ۲۱۲ ؛ تعليق التعليق ، ج ۴ ، ص ۴۳۳ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۵۵۳ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۲۴۲ معالاختلاف في الجميع غير الأوّل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2537
صفحه از 488
پرینت  ارسال به