427
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

عليها۱ في الدنيا۲ و سَفكِ الدماء بغير حقّها، و حقيقٌ مَن افتَتن بالدنيا و أحوالها أن يضيق عنه حِزامُ۳ صلاحه في دينه ؛ لأنّه لا يُمْكِنه مع ذلك /۳۴۲/التوفّر على العبادة و الفَراغُ للطاعة و طلبِ العلم و الخير.

و قوله عليه‏السلام: «و لا الدنيا إلاّ إدبارا» إشارةٌ إلى نقص الثمرات و تراجُع الريع۴، و حُقَّ للظَّلَمَة و المتنافِسين في الدنيا أن تُدبِرَ عليهم و تَتباعد عنهم و لا تزكُوَ لهم كما قال اللّه‏ تعالى: يا دنيا، اخدُمي مَن خَدَمَني، و أتعِبي مَن خَدَمَكِ.۵ فإدبارها تَشتُّتها على أصحابها، و تنكُّرها على أربابها، و قلّة رَيعها و ارتفاعِ نمائها و بركتها.

و قوله عليه‏السلام: «و لا الناسُ إلاّ شُحّا» إشارة إلى حرصهم على الدنيا و تَكالبهم۶ عليها، و كلّما تَأخَّرَ عهدُهم و بَعُدَ زمانُهم عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و عن أهل البيت عليهم‏السلام و الصحابة و التابعين ـ رضوان اللّه‏ عليهم ـ كان أشحَّ لهم.

و قوله عليه‏السلام: «و لا تَقومُ الساعةُ إلاّ على شِرار الناس» إخبار بأنّ الّذين تَنقطع عليهم الدنيا شَرُّ الناس. و قد ورد هذا شائعا في الحديث كما قال عليه‏السلام: الشقيُّ كُلُّ الشقيِّ مَن أدركتْه الساعةُ حَيّا لم يَمُتْ.۷

1.. «ألف» : ـ عليها .

2.. «ب» : ـ في الدنيا .

3.. «ألف» : حرام .
و الحِزام : آلة الشدّ ، و حَزَمَه : شَدَّه ، و حَزَمَ الفرسَ : شَدَّه ، و احتَزَم الرجُلُ و تَحَزَّمَ إذا شدَّ وسطه بحبل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۱ حزم .

4.. الرِّيعة و الرِّيع و الرَّيع : فضل كلّ شيء على أصله ، و النماء و الزيادة ، و المكان المرتفع ، و مسيل الوادي من كلّ مكان مرتفع ، و الطريق المنفرج عن الجبل ، و الرَّيع أيضا : العود و الرجوع . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۹ ؛ و كتاب العين ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ ؛ و مجمع البحرين ، ج ۴ ، ص ۳۴۱ ريع .

5.. معرفة علوم الحديث للحاكم ، ص ۱۰۱ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ ، ح ۱۴۵۴ .

6.. «ب» : تَهالكهم .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۳۱۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ج ۴۹۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۴ ، ص ۲۵۶ ،ح ۳۸۶۳۵ ؛ و ج ۱۵ ، ص ۵۴۶ ، ح ۴۲۱۱۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
426

نفْسَ العلم و الاشتغالَ به طاعةٌ على حِدَة.

و يريد عليه‏السلام بذلك علومَ الدين مِن المعرفة و الفقه و علوم القرآن و الحديث ممّا هو سبيل إلى الخير دون العلوم الّتي لا فائدةَ في تحصيلها من علوم الهَندَسة و النجوم و السِّحر و غير ذلك، و العلومُ متناصِرة متعاونة، و بعضُها يقتضي البعضَ ؛ فلذلك۱ لا يَشبَعُ العالِمُ مِن العلم، فيَجمَعُ إلى علمه ما لا يَعلمه، و يَعمَلُ به و يُعَلِّمه حتّى يَصِلَ بطلب العلم إلى الجنّة.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ العالِم تَشتاق نفسُه إلى العلوم الّتي لا تُحيط۲ بها.

و راوي الحديث: أبو سعيد الخُدريّ رضى‏الله‏عنه./۳۷۵/

۵۸۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَزدادُ الأَمرُ إلاّ شِدَّةً، وَ لاَ الدُّنيا إلاّ إدباراً، وَ لاَ النّاسُ إلاّ شُحّاً، وَ لاَ تَقومُ السَّاعَةُ إلاّ عَلَى شِرارِ النَّاسِ، وَ لاَ مَهديَّ إِلاَّ عيسَى بنُ مَريَمَ.۳

يَجوز أن يَعنيَ عليه‏السلام بالأمر التكليفَ و الديانة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يزال التكليفُ بَعدي يَشتدّ. و كأنّه إشارةٌ إلى الفتن الّتي كانت بَعده عليه‏السلام، و عليها إلى زماننا هذا من التغلّب و المُحارَبات و المُغاوَرات۴ و التنافُس في الدنيا و التناحر۵

1.. «ألف» : فكذلك .

2.. «ألف» : يحيط .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۸ ـ ۷۱ ، ح ۸۹۸ ـ ۹۰۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۴۱ ، ح ۴۰۳۹ ؛ المستدرك للحاكم ،ج ۴ ، ص ۴۴۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۲۸۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۱۸۲ ؛ و ج ۱۹ ، ص ۳۵۷ .

4.. «ألف» : المغادرات .
و غاوروهم مُغاوَرةً : أغارَ بعضُهم على بعض ، و كذا تَغاوَر القومُ ، و أغارَ أي نهب ، و أغار على القوم : دفع عليهم الخيل ، و الغارة : الاسم من الإغارة على العدوّ . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۶ ؛ تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۳۲۹ غور .

5.. «ألف» : التناجر .
و تَناحَرَ القومُ على الشيء و انتَحَروا : تَشاحّوا عليه فكاد بعضُهم يَنحر بعضا من شدّة حرصهم ، و تَناحروا في القتال . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۹۶ نحر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2498
صفحه از 488
پرینت  ارسال به