۵۷۸.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ يَشبَعُ الْمُؤمِنُ دُونَ جَارِهِ.۱
هذا إخبارٌ معناه النهي، فكأنّه يقول صلىاللهعليهوآله: لا ينبغي للمؤمن أن يَشبَعَ و جارُه المسكينُ إلى جَنبِه غَرثانُ۲ فلا يواسيه و لا يَرحَمُه، بل ينفردُ۳ بالمَطاعمِ و كبدُ جارِه يَتلظّى جوعا و ضُرّا ؛ يقول عليهالسلام: ليس هذا من أخلاق المؤمنين.
و قال أمير المؤمنين عليهالسلام: هيهاتَ أن أبيتَ شبعانَ۴، و حَولي بطونٌ غَرثى.
وتَمَثّل عليهالسلام بقول الشاعر:
و حَسْبُك داءً أن تَبيتَ بِبِطنةٍ
و حولَك أكبادٌ تَحِنُّ إلى القِدّ۵۶
و فائدة الحديث: الأمر بمواساة الجيران و مراعاتهم بالإحسان.
و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.
۵۷۹.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ يَشبَعُ عَالِمٌ مِن عِلمٍ حَتَّى يَكونَ مُنتهَاهُ الجَنَّةَ.۷
هذا كقوله: كُلُّ صاحب۸ عِلمٍ غرثانُ إلى علم.۹ فيقول صلىاللهعليهوآله: لا يَزال العالِمُ تَصْبو نفْسُه إلى علم، و لا يزال علمُه يتقاضاه العملُ حتّى ينتهي به قَرَمُه۱۰ و حُبّه للعلوم إلى الجنّة، على أنّ
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۷ ، ح ۸۹۵ و ۸۹۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۶۷ ؛ علل الدارقطني ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ ؛ تاريخمدينة دمشق ، ج ۵۵ ، ص ۲۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۷۶۹ ، ح ۱۴۳۳۱ .
2.. الغَرثان : الجائع ، و جَمعُه : غَرثى و غراثي و غِراث . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ غرث .
3.. «ألف» : يتفرّد .
4.. في المصدر : «مبطانا» بدل «شبعان» .
5.. نهج البلاغة ، الكتاب ۴۵ . و أمّا الشعر فنقل بدون تسمية الشاعر في التذكرة الحمدونية ، ج ۱ ، ص ۹۹ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۳ ،ص ۲۴۳ ، نعم قال ابن أبي الحديد : «هذا البيت من أبيات منسوبة إلى حاتم بن عبد اللّه الطائي الجواد» . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۶ ، ص ۲۸۸ .
6.. القدّ : إناء من جلود . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۴۵ قدد .
7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۸ ، ح ۸۹۷ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۲۱ ، كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۳۰۹ .
8.. في سنن الدارمي : طالب .
9.. سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۸۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۵ .
10.. القَرَم ـ بالتحريك ـ : شدّة الشهوة إلى اللحم ، قَرِمَ إلى اللحم ، و في المحكم : قَرِمَ يَقرَم قَرَما ، فهو قَرِمٌ : اشتهاه ، ثمّ كثُر حتّى قالوا مَثَلاً بذلك : قَرِمتُ إلى لقائك . و في الحديث : كان يَتعوّذ من القَرَم . و هو شدّة شهوة اللحم حتّى لا يُصبَر عنه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۷۳ قرم .