417
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۵۷۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۳۷۱/ لاَ تحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَ لاَ لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ.۱

«المِرَّة»: القوّة، و رجُلٌ مَرير۲ أي ذو مرّة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس للغنيِّ أن يَأخذ الصدقةَ تكثُّرا، و لا للقويّ الّذي يَقدِر أن يَعمَل فيَكتسب ببدنه، إنّما تحلّ للعاجز المسكين، و الصدقةُ يجوز أن يكونَ۳ الزكاةَ المفروضة في الأموال، و يجوز أن يكون الصدقة المتبرَّع بها، و كلّ منهما حرام إلاّ على المستحِقّ المستوجِب لها.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تحلّ الصدقةُ إلاّ لخمسة: غازٍ في سبيل اللّه‏، أو لعاملٍ عليها، أو لغارم، أو لرجُل اشتراها بماله، أو لرجل له جارٌ مسكين فتَصَدَّقَ على المسكين فأهدى المسكينُ للغنيّ.۴

و روى حَبَشيُّ بنُ جُنادة، قال: سمعتُ رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و هو واقف بعرفة في حجّة الوداع، فأتاه أعرابيٌّ فأخذ بطَرَف رِدائه فسأله إيّاه فأعطاه، فذهب به، فعند ذلك حُرِّمَت المسألة، فقال عليه‏السلام: لا تَحِلّ الصدقة لِغنيّ /۳۳۹/و لا لذي مرّةٍ قويّ۵ إلاّ في فقرٍ مُدقِع۶ أو غُرم مُفظِع۷.۸

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۱ ، ح ۸۸۴ و ۸۸۵ ؛ كتاب الاُمّ للشافعي ، ج ۲ ، ص ۹۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۷۷ ؛ سننالنسائي ، ج ۵ ، ص ۹۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۶۹ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۰۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۱۷۸ . الناصريّات للشريف المرتضى ، ص ۲۸۷ .

2.. «ألف» : مرر .

3.. كذا في الأصل ، و الوَجْهُ : «أن تكون» .

4.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۵۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۱۵ و ۲۲ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۴ ، ص ۱۰۹ ، ح ۷۱۵۱ ؛المنتقى من السنن المسندة ، ص ۹۹ ، ح ۳۶۷ ، مع تفاوت يسير و تقديم و تأخير بين بعض الفقرات .

5.. في المصادر : سويّ .

6.. المُدقع : المُلصِق بالدَّقعاء أي التراب . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۸۹ دقع .

7.. «ألف» : مقظع .
و المُفظِع : الشديد الشنيع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۵۴ فظع .

8.. سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۸۲ ، ح ۶۴۸ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۴ ، ص ۱۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۶۲۵ ، ح ۱۷۱۳۵ مع تفاوت يسير مضافا إلى ما ذكرنا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
416

لا تَهجُرَنِّي۱ يا حبيبي و مُهْجتي

و خافي مَليكَ الناس ذا المَنّ و اليُسرِ۲

فقد جاء لفظٌ۳ عن رجال أَتَوا بهو جاء به سفيانُ حَقّا عن الزُّهْري

و أخبَرَني عن قوله۴ غيرُ واحدرَوَوه بإسناد عن الحسن البصري:

إذا هَجَرَ الإنسانُ فوقَ ثلاثةٍأخاه تَولَّى اللّه‏ُ عنه إلى الحشرِ

فيَهلِك إلاّ أن يُراجِعَ۵ ما مضىو يَجري۶ على الحدّ الّذي لم يكن۷ يجري فيا عاذِلي في الحُبّ لم تَدْرِ ما الهوىو لم تَدرِ إذ لم تدر أنّك لا تَدري۸

و فائدة الحديث: النهي عن التهاجر و التقاطع.

و راوي الحديث: محمّد بن سعد، عن أبيه رضوان اللّه‏ عليهما.

1.. «ألف» : فلا تهجرني .

2.. «ألف» : الستر . و في المصدر : «لا تهجريني يا بثين و أحسني / و جافي مليك الناس في البرّ و البحر» .

3.. في المصدر : «قول» .

4.. في المصدر : «به أيضا» بدل «عن قوله» .

5.. في المصدر : «قبلك أن راجع» بدل «فيهلك إلاّ أن يراجع» .

6.. الأصل : «و يَجريَ» بالنصب ، و إنَّما يُسَكَّن «الياء» هنا لضرورة الوزن .

7.. في المصدر : «لم يزل» .

8.. في المصدر : «لم تدر» . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۵ . اعلم أنّ ما نقله المصنّف قدس‏سره لم نعثر عليه في غيرالمصدر المذكور ، و قوله قدس‏سره : «روي عن أبي العبّاس» إلى قوله : «عن أنس» و قوله قدس‏سره : «ثمّ قال : اكتب» يختلف عمّا فيه ، فلعلّه قدس‏سره نقله عن المصدر مع التصرّف و التلخيص ، أو نقله عن مصدر آخر لم نعثر عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2557
صفحه از 488
پرینت  ارسال به