415
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: النهي عن إفزاع۱ المسلم.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۶۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَحِلُّ لاِمرِئٍ أنْ يَهجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلاثٍ.۲

قد تَقدّم القولُ على هذا، و معناه: لا يحلّ للمسلم أن يُهاجِرَ أخاه و يقاطِعَه أكثرَ مِن ثلاثِ ليالٍ ؛ يعني ثلاثةَ أيّام بلياليهنّ، و قد تقدّم القول فيه، و يعني عليه‏السلام بذلك التهاجرَ الّذي يقع فيما بين العشيرة۳ لاستزادةٍ أو تقصير دونَ ما يقع في الديانات ؛ فإنّ المبتدعِ ينبغي أن يُهجَر إلى يوم القيامة إلاّ أن يتوب و يرجع.

و في الحديث: يُفتَح أبوابُ الجنّة في كلّ اثنين و خَميسٍ، فيَغفر اللّه‏ُ لكلّ عبد لا يُشرِك باللّه‏ شيئا إلاّ المُشاحِنين۴، يقول اللّه‏ تعالى: دَعوهما حتّى يَصطلحان.۵

و روي عن أبي العبّاس أحمدَ بنِ يحيى ثَعلَبٍ، قال: حَضرتُ أبا عبد الرحمن عبدَ اللّه‏ بن أحمدَ بْنِ حنبل يروي عن أبيه، عن ابن عُيينة، عن الزُّهْريّ، عن أنس، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: لا تُقاطِعوا أو۶ لا تُهاجروا۷، و كونوا عبادَ اللّه‏ إخوانا،۸ لا يَحلّ لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلاث. ثمّ قال: اكتب:

1.. «ألف» : إقراع .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۹ ـ ۶۱ ، ح ۸۸۰ ـ ۸۸۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۸۸ و ۹۰ و ۱۲۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ،ص ۱۷۹ و ۱۸۳ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۱۰ و ۱۶۵ و ۱۹۹ و ۲۰۹ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۷ ؛ و ج ۵ ، ص ۴۱۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۸ و ۱۰ . الخصال ، ص ۱۸۳ ، ح ۲۵۰ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۸۶ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۹۱ ، ح ۸۶۰ ؛ ذخائر العقبى ، ص ۱۳۷ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ ، ح ۱۵۸ ؛ و ص ۲۶۶ ، ح ۶۴ .

3.. «ألف» : العشرة .

4.. المُشاحِن : المُعادي ، و التشاحُن : تَفاعُل من الشَّحْناء : العداوة ، و الحقد . و قد شَحِنَ عليه شَحْنا و شاحَنَه ؛ من الشَّحناء والشِّحنة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۳۴ شحن .

5.. مسند أبي يعلى ، ج ۱۲ ، ص ۳۸ ، ح ۶۶۸۴ مع تفاوت يسير .

6.. في المصدر : «و» .

7.. في المصدر : «لا تدابروا و لا تباغضوا» بدل «لا تهاجروا» .

8.. في المصدر : + «و» .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
414

فإن تاب ـ و التوبةُ مِن ذلك صعبة ؛ و ذلك لأنّه يَنتهي أثَرُ النَّميمة إلى ما لا يُطيق عذابَه، و إن حَمَلَتْه على الكَذِب فإنّه ينتهي إلى حيثُ لا يَهتدي هو إليه ـ فيُقِرُّ بالكذب و يَستغفر مِن الذنب، فلَعَلَّ اللّه‏َ تعالى يَغفر له، و ما أغناه عن فعلٍ يَحتاج فيه إلى كلّ ذلك!

و فائدة الحديث: النهي عن تَنمية۱ الحديث إذا بلغه۲ على وجه النميمة۳، و النقلِ الّذي يؤدّي إلى إفساد ذات البين.

و راوي الحديث: حُذَيفة بن اليمان رضى‏الله‏عنه.

۵۶۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يُرَوِّعَ مُسْلِماً.۴

«الرَّوْع و الترويع»: الإفزاع۵، يقال: رُعْتُه و رَوَّعتُه فارتاع و تَروّع.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَحلّ لمُسلم أن يخوِّف مسلما لا هَزْلاً و لا لَعِبا و لا حقيقةً۶. قال: المسلم أعزُّ عند اللّه‏ تعالى مِن أن يُتلهّى به أو يُقصَد بالتخويف، و كم قد رَأَينا ممّن مات بتخويف غيره إيّاه أو سَقِمَ.

1.. «ألف» : تمنت .
و في لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۴۲ عن الأصمعي : أنّ التَّنمية من قولك : نَمَّيتُ الحديثَ اُنَمِّيه تَنميةً بأن تُبلِّغ هذا عن هذا على وجه الإفساد و النميمة ، و هذه مذمومة . و لا نَميتُ حديثَ فلان ـ مخفَّفا ـ إلى فلانٍ أنمِيه نَمْيا إذا بَلَّغتَه على وجه الإصلاح و طلب الخير ، و هذه محمودة .

2.. «ألف» : بلعته .

3.. «ب» : ـ إذا بلغه على وجه النميمة .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۸ و ۵۹ ، ح ۸۷۷ و ۸۷۹ . مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۶۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۷۸ ،ح ۵۰۰۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ ؛ الكامل ، ج ۷ ، ص ۲۰۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۵۵ ، ح ۹۹۵۸ . عيونأخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۷۶ ، ح ۳۲۷ و فيه عن الإمام عليّ عليه‏السلام ، و عنه في وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۳۰۴ ، ح ۱۶۳۶۴ ؛ و بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۴۷ ، ح ۱ .

5.. «ألف» : الإقراع .
و الإفزاع : الإخافة . و أفزعتُه : أرعبتُه و أفزعتُه أيضا : نَصَرتُه و أغثته ، و هو من الأضداد عندهم . و كذا فَزَّع و التفزيع .انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۸۱۴ فزع .

6.. «ألف» : هزلاً و لعبا و حقيقةً .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2458
صفحه از 488
پرینت  ارسال به