411
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و «النَّجيب» من الإبل: الكريم. و «الرياضة»: التهذيب و التأديب.

يقول عليه‏السلام: لا تَصلُح الصنيعةُ إلاّ لذي أصلٍ طاهر تَحمِله الاُبوّةُ و الفُتوّة على /۳۶۹/ الشكر، و تُجنّبه۱ الغَمْطَ۲ ؛ أو لذي دِينٍ يَحمِله دينُه۳ على الشكر لها، و إذا لم يكن كذلك كان وضعا للشيء في غير موضعه و ظلما على الصنيعة، و كما أنّ الرياضةَ لا يَقبَلها إلاّ النجيبُ مِن الإبل فكذلك إنّ۴ الصنيعةَ لا تَصلُح إلاّ لذي حَسَب أو لذي دِينٍ و تقوى.

و فائدة الحديث: الأمر بوضع المعروف موضعه، و النهيُ عن تضييعه۵.

و راوية الحديث: عائشة.

۵۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ طاعَةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الخالِقِ.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس لك أن تطيع مخلوقا ـ كائنا مَن كان ـ فيما هو معصية للّه‏ تعالى.

و عن أمير المؤمنين عليه‏السلام قال: بَعَثَ رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رجلاً مِن الأنصار على سَريَّة، و أَمَرَهم أن يطيعوه، فلمّا خرج وَجد عليهم في شيء، فقال: أ و ليس قد أمركم رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمَعوا حَطَبا. ثمّ دعا بنار فأضرَمَها، ثمّ قال: عَزمتُ عليكم لَتَدخُلُنَّها! قال: فهمّ القوم أن يدخلوها، فقال لهم شابٌّ: لا تَعْجَلوا حتّى نَأتيَ رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. فذَكروا ذلك له، فقال عليه‏السلام: لو دخلتموها ما خَرجتم منها أبدا ؛ إنّما الطاعةُ بالمعروف، و لا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق.۷

1.. «ألف» : تجنّب .

2.. الغَمْط : الاستهانة و الاستحقار . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .

3.. «ب» : ـ دينه .

4.. «ب» : ـ إنّ .

5.. «ألف» : تصنّعه .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۵ ، ح ۸۷۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ و ۴۰۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۶۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ،ص ۱۲۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۴ ، ص ۱۸۲ و ۳۲۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۱۶۵ و ۱۷۰ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۱ ، ح ۵۸۳۲ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ ، ح ۲۸ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۳۵۰ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۲۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۴۴۴ ، ح ۱۶۴ .

7.. راجع : مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۸۲ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۳ ، ص ۲۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۷۹۱ ، ح ۱۴۳۹۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
410

و فائدة الحديث: أنّ الخضوع و غاية التواضع لا يَصلُحان إلاّ للوالدين أو للإمام العادل.

و راوي الحديث: الزُّهريُّ، قال: قال رسول اللّه‏ عليه‏السلام، و ذكر الحديث.

۵۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَصلُحُ الصَّنعَةُ إِلاَّ عِندَ ذي حَسَبٍ أو دِينٍ، كَما /۳۳۷/ لا تَصلُحُ الرِّياضَةُ إِلاَّ في النَّجيبِ.۱

«الصَّنيعة»: المعروفُ تَصطَنِعُه إلى غيرك، و ينبغي أن تَتحرّى الجِهَةَ الّتي تَضَعُها فيها حتّى لا تكون عابثا. و «الحَسَبُ»: ما يَدخل الحسابَ إذا عُدَّت المناقبُ و المَآثر، فكأنّ الحَسَبَ هو المحسوبُ، كما أنّ العَدَدَ هو المعدود، و النفَضَ هو المنفوض۲. و الحَسَبُ: الفَعال الحَسَنُ للرجُل و آبائه. و في الحديث: كَرَمُ الرجُل دِينُه،۳ و حَسَبُه خُلقه.۴ و ربّما يسمّى عَدَدُ ذوي القرابة حسبا.

فيقول۵ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِن حقّ الصنيعة أن يُختار لها مَن توضَع عنده مِن حسيب أو دَيِّنٍ، و لا تضَيَّعَ بإيداعها غيرَ أهلها، و قال الشاعر:۶

إنّ الصنيعةَ لا تكون صنيعةً

حتّى تُصيبَ بها سبيلَ۷ المَصنَعِ

فإذا أردتَ۸ صنيعةً فتَوخَّها۹ للّه‏ِِ۱۰أو لذوي القرابة أو دَعِ۱۱

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۵۴ و ۵۵ ، ح ۸۷۱ و ۸۷۲ . مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۸۳ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۴ ، ص ۴۳۲ ؛الكامل لابن عديّ ، ج ۲ ، ص ۳۶۴ و ۳۸۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۳۸ ، ح ۹۸۱۱ ؛ كنز الموضوعات ، ج ۶ ، ص ۵۱۸ ، ح ۱۶۸۰۲ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۹۰۴ ؛ كتاب الزهد ، ص ۳۱ ، ح ۸۰ ؛ تحف العقول ، ص ۱۱۱ ؛ الخصال ، ص ۴۸ ، ح ۵۵ في الثلاثة الأخيرة عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ مستطرفات السرائر ، ص ۵۵۰ .

2.. «ألف» : النقض هو المنقوض .

3.في المصادر : + و مروءته عقله .

4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۶۵؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۱ ، و راجع: صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۳۳؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۵ ؛ سنن الدارقطني ، ج ۳ ، ص ۲۱۰ ، ح ۳۷۶۲ .

5.. «ألف» : يقول .

6.. هو حسّان بن ثابت .

7.في المصدر : حتّى يصاب بها طريق .

8.. في المصدر : صنعت .

9.في المصدر : فاعمل بها .

10.. «ألف» : فتوجَّها اللّه‏ .
و توخَّيتُ الشيءَ : قَصدتُ إليه و تعمَّدتُ فعلَه و تحرَّيتُ فيه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۲ و ۲۸۳ وخي .

11.. أدب الدنيا و الدين ، ص ۲۱۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2313
صفحه از 488
پرینت  ارسال به