اللّه تعالى قَصَّرَ رزقَه عليه، و أبى أن يفتح عليه باب الرزق إلاّ منه، ثمّ إنّ التنقّل في الحِرَفِ و الظَّفَرَ في أنواعها معجزة ؛ لأنّه إذا كان ذوّاقا كم يُحكِم شيئا منها، و إذا لم يحكمها قلّ عمله، و نَزُرَ۱ دَخْلُه، و كان التنقّل دليلاً على شدّة طلبه للدنيا و حرصه عليها و تهالكه على أسبابها /۱۹۶/ و رغبته فيها، و الحريص محروم ؛ فالأولى أن يَلزم طريقته، و يتعهّد صنعته، و لا يتجاوزه اشتياقا إلى كلّ ما يخطر بباله.
و فائدة الحديث: الأمر بلزوم الجهة الّتي يرزقه اللّه تعالى منها۲.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۲۷۵.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن اُزِلَّتْ إِلَيهِ نِعمَةٌ فَليَشكُرها.۳
يقال: أزللتُ عنده إزلالاً و زَلَّةً: إذا اتّخذت عنده يدا، و «اُزِلَّتْ»: اُسدِيَتْ۴ و اُعطيتْ، و الزَّلَّةُ: اسم لما يُرفع من المائدة لعزيز.
فيقول۵ صلىاللهعليهوآله: من اختصّه اللّه تعالى بنعمةٍ أعطاها إيّاه فليُلِحَّ في شكرها ؛ فإنّ الشكر يَمتري۶ المزيد.
و قال تعالى: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»۷.
1.. نَزُرَ الشيءُ : قَلَّ . انظر : كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۳۵۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۴۹۲ نزر .
2.. «ألف» : ـ منها .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، ح ۳۷۶ ؛ المفردات للراغب ، ص ۲۱۴ ، غريب الحديث لابن سلام ، ج ۱ ، ص ۱۴ ؛ الفائقفي غريب الحديث ، ص ۹۰ ؛ المبسوط للسرخسي ، ج ۷ ، ص ۶۱ ؛ تفسير السمعاني ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ ، تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ .
4.. السَّدَى : المعروف ، و قد أسدى إليه سَدًى و سدّاه عليه . و أسدى و أولى و أعطى بمعنًى . يقال : أسدَيتُ إليه معروفا اُسدي إسداءً . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۷۶ سدو .
5.. «ألف» : يقول .
6.. مَرَيتُ الشاةَ : حلبتُها و استخرجتُ لبنَها ، فيقال : امتَرى الحالب اللبنَ من الضرع . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۷۸مري .
7.. إبراهيم ۱۴ : ۷ .