399
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تخصيص لهما، و لَعَمري إنّ شأنهما لصعب۱ ؛ فإنّ هَمَّ الدَّين ممّا يُعْقِب المَذلّةَ و انكسار النفْس۲، و كذلك وجعُ العَين لضَعفهما و لطافتهما۳، و هذا قريب مِن قوله عليه‏السلام:«لا رُقية إلاّ من حمة أو عين۴»۵ في معنى التخصيص.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ أمرهما صعب.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ رضى‏الله‏عنه.

۵۵۵./۳۶۴/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ فَاقَةَ لِعَبدٍ يَقرَأُ القُرآنَ، وَ لاَ غِنَى لَهُ بَعدَهُ.۶

«الفاقة»: الفقر و الحاجة، و افتاقَ الرجُلُ: افتَقَرَ، و لا يقال: فاق. و «الغِنى»: هو الاستغناء، و يقال لليَسار: الغِنى ؛ مِن حيثُ الاستغناء.

و يفسَّر هذا الحديث على وَجهَين:

أحدهما: أنّ حامل القرآن مستغنٍ به، و لا فاقة به إلى غيره من الكتب و العلوم ؛ لأنّ فيه ما يحتاج إليه. و كذلك لا غنى له بعده ـ أي ما وراء القرآن ـ غنى، بل الغنى أجمَعُ هو ؛ و ذلك لما فيه مِن ذِكر الحلال و الحرام و الأحكام و القَصَص و الأمثال إلى غير ذلك ممّا يُحتاج إليه، و يكون هذا الحديث على معنى الحديث الآخَر: مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن فليس منّا ؛۷ أي مَن لم يَستغنِ بالقرآن.

و في الحديث أنّه عليه‏السلام لامَ بعضَ أصحابه۸ و قد وَجَده يحدِّث عن التوراة، فقال: أ متهوِّكون۹ أنتم كما تَهَوَّكَت اليهودُ و النصارى؟!۱۰ أ متحيِّرون؟! و الهَوَك الحُمق، و رجُل

1.. «ألف» : أصعب .

2.«ألف» : «الانكسار» بدل «انكسار النفس» .

3.. «ألف» : لضعفها و لطافتها .

4.في المصادر : من عين أو حمة .

5.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۳۶ و ۴۳۸ و ۴۴۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۶۱ ، ح ۳۵۱۳ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۳۸۸۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۶۶ ، ح ۲۱۳۴ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۶ ، ح ۸۵۵ ؛ المصنّف ، ج ۷ ، ص ۱۵۶ ، ح ۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۴۷ ، ح ۲۴۴۷ .

7.. في المصادر : ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن .

8.و هو عمر بن الخطّاب كما في المصادر .

9.. «ألف» : تتهوَّكون .

10.. معاني الأخبار ، ص ۲۸۳ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۰ ، ح ۴۷۵ . كتاب العين ، ج ۴ ، ص ۶۵ هوك ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۲۸ ؛ الفصول في الاُصول ، ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۱۲۷ ؛ تفسير البغوي ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ؛ تفسير الرازي ، ج ۸ ، ص ۲۰۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۲۸۷ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۱۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۱۰۱۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
398

و ليس الاعتبار بصِغَر الذنب و كبره، بل الاعتبار بالمَعصيّ و هو ربُّ العالمين، و إذا قيل صغيرةٌ و كبيرةٌ فبالإضافة، و عند المعتزلة الصغيرة ما يَنقُص عقابها عن استحقاق الثواب الثابت لصاحبها، و بالعكس منها الكبيرة، و الاستحقاقان يتضادّان عندهم۱.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الكبيرة لا تَبقى مع الاستغفار، و الصغيرة لا تَزول مع الإصرار، و صغائر الذنوب إذا أصَرَّ عليها الإنسانُ صارتْ مِن أكبرِ الكبائر، و لقد أحسَنَ مَن قال:

لا تَحقِرَنّ صغيرةً إنّ الجبال مِن الحَصى۲

فينبغي للإنسان إذا حَصَلَ منه ذَنْبٌ أن يُبادِر إلى الاستغفار و الاستعفاء، و يَندَمَ على ما فَرَطَ منه ؛ فإنّ الندم توبة.

و فائدة الحديث: الأمر بالاستغفار، و النهي عن الإصرار.

و راوي الحديث: ابن عبّاس ـ رضي اللّه‏ عنهما ـ.

۵۵۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ هَمَّ إلاّ هَمُّ الدَّينِ، وَ لاَ وَجَعَ إِلاَّ وَجَعُ العَينِ.

هذا۳ تفخيم شأن همّ الدَّين و وجع العين، و لا ينفي۴ كونَ غيرهما هَمّا و وجَعا ؛ بلى هذا

1.. راجع : مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۷۰ ، ذيل الآية ۳۱ من سورة النساء ۴ ؛ تفسير الرازي (مفاتيح الغيب) ، ج ۲۱ ، ص ۱۳۵ ،ذيل الآية ۴۹ من سورة الكهف (۱۸) .

2.. لعبد اللّه‏ بن المعتزّ . راجع : محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۴۱۱ .

3.۳ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۵ ، ح ۸۵۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۱۵۴ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۳ ، ص ۴۴۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۵۲ ، ح ۹۹۲۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۱۶ ، ح ۴۴۱۱۵ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۰۱ ، ح ۴ ؛ الحدائق الناضرة ، ج ۲۰ ، ص ۱۰۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۵ ؛ و ج ۵۹ ، ص ۳۰۱ .

4.. «ألف» : يبقي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2460
صفحه از 488
پرینت  ارسال به