387
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

كُلُّه۱ لا يَأتي۲ إلاّ بخير.۳ و الصبر ـ سواءٌ كان على الطاعة أو عن المعصية ـ فهو من أعوان الإيمان و جنود الإيقان.

و فائدة الحديث: إعلام ما فيه الخِصال الّتي عَدَّها من الخير.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۵۴۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يُتْمَ بَعدَ حُلمٍ.۴

«اليُتْم»: فَقْدُ الصبيّ قبل البلوغ والِدَه، يقال۵: يَتِمَ يَيْتَم يُتْما، هذا في الناس ؛ فأمّا في البهائم فمِن قِبَلِ الاُمِّ ؛ و ذلك لأنّ الأب في البهائم لا يُعرَفُ، و إنّما تُعرَف الاُمُّ.

و «الحُلْم» كنايةٌ عن زمانِ البلوغ، و قيل: سُمِّي حُلْما لكون صاحبهِ جديرا بالحِلم.۶ و قد حَلَمَ في نومه و احتَلَمَ، و الحُلم ما يراه النائم، يقال: حَلَمتُ كذا و بكذا.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: حَدُّ اليُتم و منتهاه البلوغ و إيناس الرشد، فإذا بَلغ سُلِّمَ مالُه إليه إن كان ضابطا، و جَرَتْ أمورُ البالغين عليه، و انكَفَّتْ يَدُ الوليِّ عنه و عن ماله.

و فائدة الحديث: تحديد اليتم و أنّ منتهاه إلى۷ البلوغ.

1.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ معاني الأخبار ، ص ۴۱۰ ، ح ۹۲ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۸۰ .

2.. في المصادر : ـ «الحياء لا يأتي» .

3.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۲۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۰۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۸ ، ص ۲۰۶ . و ورد هذه الرواية في شرح مسلم للنووي و الفتوحات المكية هكذا : الحياء خير كله ، و الحياء لا يأتي إلاّ بخير .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۹ ، ح ۸۳۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۲۲۶ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۷ ، ص ۴۶۴ ، ح ۱۳۸۹۹ ؛ وج ۸ ، ص ۴۶۵ ، ح ۱۵۹۱۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۳۳۷ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۲۲ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۸ . النوادر للراوندي ، ص ۲۲۳ .

5.. «ألف» : ـ يقال .

6.. قاله الراغب في المفردات للراغب ، ص ۲۵۳ حلم .

7.. «ألف» : ـ إلى .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
386

من الحساب ؛ أي يَحسُبون ذلك في المآثر، و يُستعمل في عدد القَرابة و كثرتِهم و تواشُجِهم في الأنساب، فحُسن الخُلق يَدعو إلى نسبة كلّ جميل إليه فيصير حسبا، و يَكثُر أنصارُ مَن له خُلقٌ حَسَن فيَصيرون له قَرابةً و ذَوي نَسَبٍ مِن حيثُ يُغنون غِناءَهم۱.

و صار الكفّ وَرَعا لأنّ كفّ الإنسان نفسَه عن الفضول و المعاصي يوجِب الثوابَ كما يوجِبُه فِعلُ الطاعاتِ و اكتسابُ المَبرّات.

و صار التفكّر عبادةً ـ بل من أفضل العبادة ـ لأنّه الطريق إلى البارئ جَلَّتْ عظمته، و أيُّ عبادةٍ۲ أفضَلُ من الّتي تؤدّي إلى معرفة الحقّ؟! و لذلك قال عليه‏السلام: تفكُّرُ ساعةٍ خير من عبادة سنة۳.

و روي: أنّ النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله انتهى إلى أصحابه و هم سُكوت لا يتكلّمون، فقال: ما لكم لا تتكلّمون؟ فقالوا: نتفكّر في خَلق اللّه‏۴. قال عليه‏السلام: فكذلك فافعلوا ؛ تَفَكَّروا في خَلق اللّه‏، و لا تتفكّروا فيه ؛ فإنّ بهذا المَغرب أرضا بيضاءَ، نورُها بياضُها۵ و بياضُها نورها مسيرةَ الشمس أربعين يوما، بها خَلقٌ مِن خَلقِ اللّه‏ لم يَعصُوا اللّه‏َ طرفةَ عين.۶ قالوا: فأين الشيطان عنهم؟ قال: ما يَدرون خُلِقَ الشيطانُ أو لم يُخلَق.۷

و قال عليه‏السلام: تَفَكَّروا في آلاء اللّه‏، و لا تَتَفكّروا في اللّه‏.۸

و صار الحياء و الصبر إيمانا لأنّ /۳۵۹/ الحياءَ يَردَع عن كلّ قبيح كما قال عليه‏السلام: الحياء خيرٌ

1.. «ألف» : يعنون عناهم .

2.. «ألف» : عاقبة .

3.. «ألف» : السنة .

4.. في المصدر : + «عزّ وجلّ» .

5.. «ألف» : ـ نورها بياضها .

6.. في المصدر : + قطّ .

7.. تفسير ابن كثير ، ج ۴ ، ص ۴۱۱ ، ذيل الآية ۱۲ من سورة الطلاق ۶۵ . و رواه إلى قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «و لا تتفكّروا فيه» في الدرّالمنثور ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ ، ذيل الآية ۱۹۱ من سورة آل عمران (۳) .

8.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۶ ، ص ۲۵۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2550
صفحه از 488
پرینت  ارسال به