379
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يَغْمَطْ۱ نعمةَ /۳۵۵/ الآدميِّ يوشِكْ أن يَكفُر نعمةَ اللّه‏ تعالى.

و في كلامٍ لعَمرو بن بحرٍ الجاحظ: ۲ أنّ هذا المعنى موجود۳ في الفطرة قائمٌ في العقل ؛ و ذلك أنّ مَن كَفَرَ نعمةَ الخَلق كان لنِعَم اللّه‏ أكفَرَ ؛ لأنّ الخَلق يُنْعِم۴ بعضُهم على بعض۵ بالكُلفة و المَشَقَّة و مجاهدة النفس،۶ و اللّه‏ُ تعالى يُعطي بلا كلفة، فلهذه۷ العلّة جَمَعَ بين الشكر له و الشكرِ لذَوي النعم من الخَلق۸.۹

و وجه آخر: و هو أنّ شكر النعمة متعارَف من الحيوانات فضلاً عن العقلاء، حتّى أنّ السباع لتَبصبَصُ لمُطعِمها، و خاصّةً الكلب۱۰ بذلك القدر من الإلهام۱۱ الّذي جعله اللّه‏ لها، و نعمةُ ابنِ آدمَ ظاهرةٌ بين المُنعِم و المنعَم عليه، و نِعَمُ اللّه‏ تعالى تُعرَف بالفكر و الدليل، فإذا قَعَدَ عن نعمةِ الآدميّ الظاهرة كان أقعَدَ عن النِّعَم المستدَلّ عليها المستخرَج وجهُها بالفكر و النظر.

و فائدة الحديث: إيجاب شكر النعمة الصادرة من الآدميّين، و إعلام أنّ مَن يَتقاعد عن شكرهم يَتقاعد عن شكر اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: أبو هريرة و الأشعث بن قيس.

۵۴۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَرُدُّ القَضاءَ إِلاَّ الدُّعاءُ، وَ لا يَزيدُ /۳۲۷/ في العُمُرِ إلاَّ البِرُّ.

«۱۲البِرّ» هاهنا: الطاعة و أعمال الخير و الإحسان.

1.. غَمِطَ النعمةَ و العافيةَ يَغمَطها غَمْطا : لم يشكرها . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .

2.. في المصدر : + لعمري .

3.في المصدر : لموجود .

4.. في المصدر : يعطي .

5.في المصدر : «بعضا» بدل «على بعض» .

6.. في المصدر : «و ثقل العطيّة على القلوب» بدل «و مجاهدة النفس» .

7.. في المصدر : «و لهذه» .

8.في المصدر : «لخلقه» .

9.. الرسائل السياسيّة ، ص ۶۷ .

10.«ألف» : الكلاب .

11.. «ب» : الهام .

12.۱۲ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۵ و ۳۶ ، ح ۸۳۱ ـ ۸۳۳ . مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۷۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۰۳ ،ح ۲۲۲۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۲۵۱ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۱ ، ح ۲۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۲۶۸ و ۳۸۹ ؛ بحارالأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۲۹۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
378

و هذا كلام مسجَّع و ليس بشعر، فأخذه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ثانيا، فقال له: أ لم تُعاهِدْني على أن لا تُعين علَيّ بقولٍ و لا فعل؟! فقال: غُلِبتُ يا رسولَ اللّه‏، فتَصدَّقْ بي على عيالي، و اعفُ عنّي، عفا اللّه‏ عنك! فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ العفو مَكرُمة لا يَعدِلها مكرمة ؛ و لكن لا يُلدَغ المؤمن مِن جُحْر مَرّتَين، لا و اللّه‏ لا تَجلِسُ بمكّةَ فتمسحُ لحيتَك و تقول: خَدَعتُ محمّدا مَرّتين! يا عليّ، قم فاضربْ عُنُقَه. فقام عليٌّ عليه‏السلام فضرب عنقه.۱

و روي: أنّه قال في آخر كلامه: فمَن للصِّبْيَة؟ فقال عليه‏السلام: النار.۲ و ذُكر أنّه لم تُسمَع منه كلمةٌ في خشونة هذه، ثمّ ذُكر أنّ وُلْدَ أبي عَزَّةَ لم يُسْلِم أحدٌ منهم، و ماتوا كافرين، و كانت النار لهم كما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و فائدة الحديث: الوصيّة بالتيقّظ و التحرّز، و الاستدلال بالثاني على الأوّل.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۵۴۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَشكُرُ اللّه‏َ مَن لاَ يَشكُرُ النَّاسَ.۳

هذا الكلام مبنيٌّ على وجوب شكر النعمة سواءٌ كانت مِن اللّه‏ تعالى أو مِن الناس، فمَن

1.. يشبه النقل بالمعنى و التصرّف ، كأنّ المصنّف نقله عن عدّة مصادر و جمع عبارات الكلّ مع التصرّف . راجع : سيرة ابنإسحاق ، ج ، ص ۳۰۲ ؛ السيرة النبوية لابن هشام ، ج ۳ ، ص ۵۸۳ و ۶۱۸ ؛ السيرة النبويّة لابن كثير ، ج ۲ ، ص ۴۸۵ و ۴۸۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۲۰ و ۹۲ .

2.. لم نعثر عليه ، نعم روي في عقبة بن أبي محيط . راجع : سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۶۰۸ ، ح ۲۶۸۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۱۲۴ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۱ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ۲ ، ص ۷۴ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۵ ، ح ۸۲۹ و ۸۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۹۵ و ۳۰۳ و ۳۸۸ و ۴۶۱ ؛ و ج ۳ ، ص ۷۴ ؛ وج ۵ ، ص ۲۱۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۲۹ ، ح ۴۸۱۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ . من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۵ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۸۳ ، ح ۸۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۳۱۳ ، ح ۲۱۶۳۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2400
صفحه از 488
پرینت  ارسال به