349
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الخُرْق الاسم منه، و الأخرَق: خلاف الرفيق.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما دَخَلَ الرفق في أمر إلاّ حَسَّنه و زانه و شرّفه، و لا الخُرقُ و العجلة في شيء إلاّ عابه و شانه و هجّنه و أهلكه.

و فائدة الحديث: إطراء۲ الرفق و التثبّت و مدحُه، و ذمُّ الخرق و العجلة و مقتُه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۵۲۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا استَرذَلَ اللّه‏ُ عَبداً إِلاَّ حَظَرَ عَنهُ العِلمَ وَ الأَدَبَ.۳

/۳۱۷/ «الرَّذْل»: الدون الخسيس الرَّديّ من كلّ شيء، و هو مثل النَّذْل، و قد رَذُلَ رُذالةً و رُذولة فهو رَذْل و رُذال أي رَديّ، و جمع الرَّذْل رُذول /۳۴۲/ و أرذال و رُذَلاء، و أرذلتُ فلانا و رَذَلتُه أيضا فهو مَرذول. و «الحَظْر»: المنع و الحَجْر، تقول: حَظَرْتُ عليه، و الاسترذال عَدُّه رَذْلاً ؛ أي: لم يَعُدَّ اللّه‏ُ عبدا رذلاً أو وجده رذلاً إلاّ حَظَرَ عليه العلمَ و الأدب.

و قوله عليه‏السلام «عنه»۴ تقديره: حَظَرَ عليه زاويا عنه العلمَ، فاختَصَرَ و حذف، و هو من فصيح الكلام، و يجوز أن يكون الحَظْر بمعنى الحبس و الصدّ، فلذلك قال: عنه.

و «الأدب»: أدب النفس، يقال: أدُب فهو أديب، و قد أدّبتُه، و أدَبُ الدرس أيضا محتمل۵، و معناه: حَبَسَ عنه التوفيق ؛ و ذلك أنّه عَلِمَ تعالى أنّه لا ينفعه، فتوفيقه ـ و هو

1.. «ألف» : الرفق .

2.. أطرأتُه : مَدَحتُه ، و أطريتُه : أثنيت عليه . و الإطراء : مجاوَزة الحدّ في المدح ، و طَرَأتُ فلانا : مَدَحتُه بأحسن ما فيه ، وقيل : بالغت في مدحه و جاوزتُ الحدّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ طرأ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۷ ، ح ۷۹۵ ؛ الفردوس ، ج ۴ ، ص ۵۸ ، ح ۶۱۸۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۱۵۱ ، ح ۵۹۳ ؛لسان الميزان ، ج ۱ ، ص ۲۹۵ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۲ ، ص ۳۳۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۸۳ ، ح ۷۸۰۹ مع اختلاف فيه ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۸۹۲۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ ، ح ۲۱۸۳ . شرح الكافي للمازندراني ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ و ۲۰۵ (مع اختلاف فيه أيضا) .

4.. «ألف» : ـ عنه .

5.. «ألف» : يحتمل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
348

هي۱ طريق إليها.

و في حديث آخر: إنّ الملائكة يَقِفون على أهل المجلس مِن مَجالس الدنيا، فإذا لم يَذكروا الجنّةَ و النار قالوا: قد تَرَكوا العظيمتين!۲

و ذِكرُ النوم كناية عن الغفلة ؛ لأنّ النوم غفلة تلحق الحيّ فتُسهيه عن أحواله، و يُغفِله عنها، فضَرَبَ النومَ مَثلاً للغفلة عن ذلك.

و فائدة الحديث: إعظام أمر الجنّة و النار، و إعلام أنّ الأكثرين عنهما غافلون و بغيرهما مشتغلون.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۲۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا كانَ الرِّفقُ في شَيءٍ قَطُّ إِلاَّ زانَهُ، وَ مَا كانَ الخُرقُ في شَيءٍ قَطُّ إِلاَّ شانَهُ.۳

«الرِّفق في الأمر»: التثبّت فيه، و حسن التأنّي له، و هو ضدّ العُنف، و قد رَفَقَ به يَرفُق. وحكى أبو زيد سعيد۴ بن أوس الأنصاريّ۵: أرفَقتُه أي رَفَقتُ به.۶ و يقال: تَرَفّقتُ فيه أيضا. و «قَطُّ» عبارة عن الزمان الماضي، كما أنّ أبدا للاستقبال، و قد يقال: قُطُّ مثل مُدُّ [يا هذا۷]، و أصلها من القَطّ القطع. و «الخُرْق»: ضدّ الرفق، و قد خَرِقَ يَخرَق خَرَقا، و

1.. «ألف» : ـ هي .

2.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن عبد الأعلى : «ما جلس قوم مجلسا ، فلم يذكروا الجنّة و النار ، إلاّ قالت الملائكة : أغفلواالعظيمتين» . راجع : التخويف من النار ، ص ۵۲ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶ ، ح ۷۹۳ و ۷۹۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ ، ح ۷۰۶ ؛ موارد الظمآن ، ج ۶ ، ص ۱۸۶ ،ح ۱۹۱۵ ؛ فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۵۸۹ ، ح ۷۹۶۴ ؛ تاج العروس ، ج ۱۳ ، ص ۱۰۹ مع اختلاف في جميع المصادر .

4.. «ألف» : سعد .

5.. هو أحد أئمَّة الأدب و اللغة مِن أهل البصرة ، و من تصانيفه كتاب «النوادر» و «لغات القرآن» ، مات نحو سنة ۲۱۵ هـ . الأعلام للزركلي ، ج ۳ ، ص ۹۲ .

6.. راجع : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۸۲ رفق .

7.. انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۸۱ قطط .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2327
صفحه از 488
پرینت  ارسال به