و هذا إشارةٌ منه صلىاللهعليهوآله إلى أنّ العبد إنّما يَبخَل في الحقوق الواجبة عليه إبقاءً على ماله و ما سيَصير تركةً و مالاً للورثة، فيقول عليهالسلام: ما أحسَنَ عبدٌ الصدقةَ ـ أي أخرجها على حسب ما تجب عليه ـ إلاّ أحسَنَ اللّهُ الخِلافة على ماله الّذي هو تَرَكةٌ بالقوّة، و هذا تسميةٌ للشيء۱ بما سيَؤول إليه كقوله تعالى: «إِنِّي أَرَانِي /۳۴۱/ أَعْصِرُ خَمْرا»۲ و «إِنَّكَ مَيِّتٌ»۳.
و هو كقوله عليهالسلام: ما نَقَصَ مالٌ مِن صدقة.۴ يعني أنّ اللّه تعالى إذا تَصدّق العبدُ بالواجب مِن ماله أنماه و زاد فيه و حَفَظَه، فحُسْنُ الخلافة عبارة عن ذلك.
و فائدة الحديث: الترغيب في الصدقة، و وَعدُ حُسن الخلافة على المال المتصدَّق منه.
و راوي الحديث: الزُّهريُّ.
۵۲۰.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا رَأَيتُ مِثلَ النَّارِ نامَ هَارِبُها، وَ لاَ مِثلَ الجَنَّةِ نامَ طالِبُها.۵
هذا تعظيمُ أمر النار و الجنّة، فيقول: ما رأيتُ مِثل النار في۶ هَولِها و عِظَمِ أمرها، و العاقل يَعلم أنّها توقَد للمكلَّفين الّذين قَصّروا فيما اُوجِبَ عليهم، ثمّ يَغفل عن أمرها، و يَستهين بشأنها، عمل مَن لا يصدِّق بها ؛ و بالعكس من ذلك الجنّة مع ما فيها من الراحة و الدعة و الكرامة و اللذَّة ينام طالبها، فيَركن إلى الطمأنينة، و يغفل عمّا يؤدّي إليها من الطاعات الّتي