35
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الكريم، فما يتعلّق به يسمّى تُقًى، فأكرمُ الناس مَن كان أتقى، و لذلك قال تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّه‏ِ أَتْقَاكُمْ»۱.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من أراد أن يكون أكرم من كلّ كريم ؛ فليجعل التقوى شِعاره، و الخير دِثاره ؛ و من أراد أن يكون أقواهم فلينقطع إلى اللّه‏ تعالى متوكّلاً عليه۲ مستندا إليه ؛ لِيَكفيه كيدَ كلِّ كائد و عنادَ كلّ معاند، و من أراد أن يكون أغنى الناس فليثق بموهبة اللّه‏ تعالى و ما يختصّه به من الخيرات. و ما هو مُعَدٌّ في خزائنه أكثر من الثقة بما في يده ؛ لأنّ ذلك دائم لا يَفنى و مستمرٌّ لا ينقطع، و ما في يده مُعارٌ لا يَأمن استرداده و لا يَمنع نفاده.

و فائدة الحديث: الأمر بالتقوى، و التوكّل على اللّه‏ تعالى، و الثقة به، و الانقطاع إليه، /۱۹۴/ و الاستمداد منه.

و راوي الحديث: ابن عبّاس.

۲۷۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن هَمَّ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَرَكَهُ كانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ.۳

«الهَمّ»: إرادة الشيء، يقال: هَمَمتُ بالشيء أهُمُّ به هَمّا، و لا مَهَمَّةَ له و لا هَمامِ۴ أي لا يَهُمّ۵.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن فاوَضَ۶ نفسَه في الشروع في معصية، و همّ بها، ثمّ تركها خشيةً من اللّه‏ تعالى و مراقبةً لوجهه الكريم، كُتب له بذلك فعلٌ يثاب عليه ؛ و ذلك أنّه بترك القبيح

1.. الحجرات ۴۹ : ۱۳ .

2.. «ب» : ـ عليه .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ، ح ۳۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۳۵ ، ح ۱۰۳۱۸ ؛ التسهيل لعلوم التنزيل ، ج ۲ ، ص ۱۱۷مع اختلاف يسير فيه .

4.. في هامش «ب» : «كأنّه معدول من هامَّة ، و هامّةٌ مصدر على وزن الفاعل ، كالعافية و العاقبة والكاشفة» .

5.. في لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۱۹ : «و لا هَمامِ لي : مبنية على الكسر مثل قَطامِ ؛ أي لا أهُمُّ . و يقال : لا مَهَمَّةَ لي ـ بالفتح ـو لا هَمامِ ؛ أي لا أهُمُّ بذلك و لا أفعَلُه» .

6.. المفاوضة : المشاركة ، شركة المفاوَضة : الاشتراك في كلِّ شيء . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۶۵ فوض .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
34

‏ تعالى: «أَجْرا عَظِيما» فمَن يقدر قدره؟!۱

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الصدقة تقع في يد الرحمن قبل أن تقع في يد السائل.۲

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن اللّه‏ تعالى: مَن عَمِلَ حسنةً فله عشرُ أمثالها، و من عمل سيّئةً فجزاؤها۳ مثلها أو۴ أغفر، و من عمل قراب۵ الأرض خطيئةً، ثمّ لقيني لا يشرك بي شيئا، جعلته له مثلها مغفرةً ؛ و من اقترب إليّ شبرا اقتربتُ إليه ذراعا، و من اقترب إليّ ذراعا اقتربت إليه باعا، و من أتاني يمشي أتيته هرولةً.۶

و فائدة الحديث: الترغيب في الخير، و إعلام أنّ جزاء ذلك مُعَدٌّ، و التذكير بأنّ مَن تَيقّن الخير لم يستكثر الإنفاق عليه.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۲۶۹./۱۷۹/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَحَبَّ أَن يَكُونَ أَكرَمَ النَّاسِ فَليَتَّقِ اللّه‏َ، وَ مَن أَرادَ أَن يَكُونَ أَقوَى النَّاسِ فَليَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه‏ِ۷، وَ مَن أَرادَ أَن يَكُونَ أَغنَى النَّاسِ فَليَكُن بِما في يَدِ اللّه‏ِ أَوثَقَ مِنهُ بِما في يَدهِ.۸

«الكرم» إذا وُصف اللّه‏ تعالى به فهو الإحسان و الإنعام، و إذا وُصف به ابن آدم كان عبارةً عن الأفعال المحمودة، و أعلاها ما۹ يتعلّق بمن هو أعلى، و لا وجه أعلى من وجه اللّه‏

1.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۲۲ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۵ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۳۱۰ .

2.. بدائع الصنائع للكاشاني ، ج ۲ ، ص ۳۹ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۲۳ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۲۳۴ .

3.. «ألف» : فجزاه . «ب» : فجزاء .

4.. «ألف» و «ب» : و .

5.. «ألف» : فراب .

6.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۵۳ و ۱۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ ، ح ۱۱۳۳ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۲ ، ص ۲۰۴ مع اختلاففي اللفظ بين المصادر .

7.. «ألف» : ـ على اللّه‏ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۴ و ۲۳۵ ، ح ۳۶۷ و ۳۶۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبيالدنيا ، ص ۱۹ ، ح ۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۱۲ ، ح ۱۰۰۸ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۰ ، ح ۵۸۵۸ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۳۸۱ ، ح ۴۸۶ ؛ معاني الأخبار ، ص ۱۹۶ ، ح ۲ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۲۶ و في الكلِّ مع اختلاف يسير .

9.. «ألف» : ـ ما .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2290
صفحه از 488
پرینت  ارسال به