۵۱۳.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا آمَنَ بِالقُرآنِ مَنِ استَحَلَّ مَحارِمَهُ.۱
يشير صلىاللهعليهوآله إلى أنّ المؤمن بالشيء نازلٌ تحت حُكمه، متوقِّع مراسمَ إشارته، لا يَستحِلُّ له خِلافا، و لا يستبيح له شقاقا۲، فالمؤمن بالقرآن المصدِّق بأنّه وحي اللّه تعالى الّذي بَيَّنَ فيه الحلالَ و الحرامَ و القضايا و الأحكام ؛ لا يَستحلّ ما أَفتى بتحريمه، و لا يجوِّز الإقدامَ على ما حَدَّ دونه و حَظَرَ۳ عليه، فمَنْ فَعَلَ ذلك و استَهانَ بمحارمه كان كمَنْ لم يؤمِنْ به و لم يُصَدِّقْ۴ بنزوله من عند اللّه تعالى.
و فائدة الحديث: الحثّ على التزام أحكام القرآن مِن تحليل حلالِه و تحريمِ حرامه.
و راوي الحديث: صُهَيْبٌ.
۵۱۴.قوله صلىاللهعليهوآله: مَا رُزِقَ العَبدُ رِزقاً أَوسَعَ عَلَيهِ مِنَ الصَّبرِ.۵
أصل «الرزق»: العطاء، و هو مالُك۶ تَنتفع به، و لم يَكُنْ لغيرك المنع منه، و الرَّزَقات: أطماع الجُند، الواحدة رَزْقَةٌ، و ارتَزَقَ الجُندُ أي طَلبوا أرزاقَهم، و قد رَزَقَه اللّهُ تعالى يَرزُقه رِزْقا. و أصل «الصبر»: إمساك معه صعوبة.
يقول صلىاللهعليهوآله: ما أعطى اللّهُ تعالى عبدا إعطاءً أوسَعَ و أنفع و أجدى و أمتع و أرَدّ و أمنَع۷ من الصبر ؛ فإنّه إن كان في ضِيقٍ وسّعَه عليه، و إن كان مبتلًى سلاّه، و إن كان محزونا فَرَّجَ
1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷ ، ح ۷۷۵ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۲۵۲ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۷ ، ص ۵۷۸ ؛ مجمع الزوائد ،ج ۱ ، ص ۱۷۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۱۹۳ ، ح ۷ ؛ كنز الفوائد للكراجكي ، ص ۱۶۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۸۵ ، ح ۲۳ .
2.. «ألف» : شفافا .
3.. «ألف» : ما حدّد فيه و حضر .
4.. «ألف» : لم يتصدّق .
5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹ ، ح ۷۷۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۷ و فيه «أوسع له» بدل «أوسع عليه» ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ،ص ۶۲۲ ، ح ۱۷۱۲۴ (ضمن حديث آخر) .
6.. «ب» : + إن .
7.. «ألف» : أمنع و أرَدّ و أمتع .