و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليهالسلام.
۲۶۸.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن أَيقَنَ بِالخَلَفِ جادَ بِالعَطِيَّةِ.۱
هذا مَثَلٌ يضربه صلىاللهعليهوآله فيقول: إذا أيقن الإنسان أنّ ما ينفقه يُثمِر له خيرا و يُنمي له مالاً، كان أقربَ إلى الإنفاق ؛ أ لم تر إلى التاجر الّذي يُنفِق رأسَ ماله في بضاعةٍ يشتريها و يحملها بنفسه العزيزة، و يَتحمّل مشاقَّ البرّ و البحر و كَرْبَ الهواجر و الأسحار۲، و يُكابِد الشَّظَف۳ و السَّهَر حتّى يزيد في رأس ماله، كُلُّ ذلك ثقةً منه بالزيادة و النماء ؟
و «الخَلَف» هو ما يَخلُف الشيءَ و يقوم مقامه، فالتجارة المربحة هي۴ الّتي يكون المعامَل فيها ربّ العزّة ـ تبارك و تعالى ـ الّذي خزائنه لا تنقص، و بحره لا يُغَضْغَض، و فوائده تنمى و تزيد و تزكو، فلا تبيد.
فيقول عليهالسلام: إنّ العبد إذا أيقن أنّ ما ينفقه في سبيل اللّه يربِّيه اللّه له فيعود إليه مضاعَفا أضعافا، كان /۱۹۳/ أقربَ إلى الإنفاق، و أبعَدَ من الإمساك.
و قد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: إنّ اللّه يعطي عبدَه المؤمن بالحسنة ألفَ ألفِ حسنة.۵
و قال أبو هريرة: لا بل۶ سمعتُ رسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله: يعطيه ألفَي ألفِ حسنةٍ، ثمّ تلا: «إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرا عَظِيما»۷، [فقال:]فإذا قال اللّه