الدنيا و هجوم الحوادث فيها، و قال الشاعر:۱
و كُلُّ أخٍ مُفارِقُه أخوهُ
لَعَمرُ أبيك إلاّ الفَرقَدانِ۲
و أصدَقُ منه قولُ لَبيد:
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهَ باطلُ
و كُلُّ نَعيمٍ لا مَحالةَ زائلُ
و كلُّ اُناسٍ سوف يَدخُل بينهم
خُوَيخية۳ تَصفَرُّ منها الأناملُ۴
خُوَيخِيَةٌ أي داهية، و يُروى: دُوَيهية۵. صُفر الأنامل كناية عن الموت.
قال عوف بن محلَّم۶:
فَقَرِّباني بأبي أنتما
مِن وطني قبل اصفرار البَنان۷
و اعمل ما شئت من الخير و الشرّ فالجزاء على الرَّصَد، كما قال تعالى: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَه * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَه»۸.
و فائدة الحديث: التحذير من الدنيا الخدّاعة الغرّارة، و إعلام أنّها لا تدوم و أنّه /۳۲۹/ لا بدّ فيها من انقطاع الحياة، و إعلامُ أنّ كلّ مودّةٍ منقطعةٌ فيها، و كلّ عَمَلٍ مَجزيٌّ به.
1.. هو عمرو بن معدي كرب .
2.. راجع : جامع البيان ، ج ۵ ، ص ۲۲۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ذيل الآية ۶۶ من سورة النساء ۴ ؛ مجمع البيان ،ج ۵ ، ص ۳۳۴ ، ذيل الآية ۱۰۷ من سورة هود (۱۱) . و هذا البيت من شواهد النُّحاة على مجيء «إلاّ» بمعنى «غير» ، و إلاَّ كان الواجب «النصب» ، و هو من باب ما جاء في قوله تعالى : «لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا» (الأنبياء (۲۱) : ۲۲) . (عبد الستّار) .
3.. «ألف» : حويحية . و في هامش «ألف» : دُوَيحية خ م . و في المصادر : «دويهية» ، و هو المحفوظ .
4.. ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۲۴۳ ؛ المستطرف ، ص ۱۲ .
5.. «ب» : دُويهيميه .
6.. عوف بن محلَّم الشيباني كان من سادة قومه ، و كانت تضرب له قبَّة في عكاظ . انظر : أمثال الميداني ، ج ۲ ، ص ۱۸۷ .
7.. «ألف» : ـ خويخية أي داهية . . . اصفرار البنان . البصائر و الذخائر لأبي حيّان التوحيدي ، ج ۶ ، ص ۸۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۹ ، ص ۲۲۶ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ،ج ۱۵ ، ص ۳۳۰ .
8.. الزلزلة ۹۹ : ۷ و ۸ .