العلمُ ثمّ العمل. و «ما» في قوله عليهالسلام: «ما نهاك» مصدريّة في موضع الظرف ؛ لأنّ التقدير «مُدَّةَ نهيه إيّاك هذا»، و في قراءة القرآن ثواب عظيم و خير جسيم، و الأصل العمل بما فيه.
و فائدة الحديث: الأمر باتّباع أوامر القرآن و نواهيه، دون الاقتصار على قراءته فحسب.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر، و تمامه: مَن لم يَنفَعْه علمه ضَرَّه جهلُه، اِقرأ القرآن....
۴۹۱.قوله صلىاللهعليهوآله: أَدِّ الأَمانَةَ إِلَى مَنِ ائتَمَنَكَ، وَ لاَ تَخُن مَن خَانَكَ.۱
«ائتَمَنَه على ذلك» أي أمِنَه عليه، و «الأمان» و «الأمانة» مصدران في الأصل، و قد سُمِّيا لمعنى حالة الأمن و لما يؤمَن عليه الإنسان.
فيقول صلىاللهعليهوآله: «أدِّ الأمانةَ إلى مَن ائتمنك» عليها ؛ أخذا بقول اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا»۲.
ثمّ قالَ: «و لا تَخُنْ مَن خانَك» ؛ أي: إن خانَك خائنٌ فلا تُشارِكْه في خيانته فتكون مثله.
و يَرِدُ على هذا /۳۲۷/ الحديث ما قد رُخِّصَ فيه مِن أخذ المغصوب قَدْرَ ما أَخَذَه الغاصبُ منه إذا قَدَرَ على ماله. و الحديث لا يُناقِض ذلك ؛ لأنّه إذا أخَذَ مثلَ مالِه عليه فقد أَخَذَ حَقَّه، و الآخِذُ حَقَّ نفسِه ليس بخائن.
و فائدة الحديث: الأمر بأداء الأمانة، و النهي عن الخيانة.
و راويا الحديث: أبو هريرة و أنس جميعا.