309
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الأمر بالاقتصاد في الحبّ و البغض.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۴۸۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُوصِيكَ بِتَقوَى اللّه‏ِ فَإِنَّهُ رَأسُ أَمرِك، وَ عَلَيكَ بِالجِهادِ فَإِنَّه رَهبانِيَّةُ اُمَّتي، وَ لْيَرُدَّكَ عنِ النَّاسِ ما تَعرِفُ مِن نَفسِكَ، و اخزُن لِسَانَكَ إِلاَّ مِن خَيرٍ فَإِنَّك بِذلِكَ تَغلِبُ الشَّيطانَ.۱

«الرَّهبانيّة» و الرَّهْبة۲: مصدر الراهب من النصارى، و هي غلوّ في العبادة من الرَّهْبة، و قد رَهِبَ يَرهَب رَهْبَةً۳ و رُهْبا و رَهَبا أي خاف۴، و الخبر وارد موردَ الوصيّة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُوصيك بأوجب الاُمور عليك و هو تقوى اللّه‏ تعالى، و أن تكون في جميع أحوالك مراقبا لأمر اللّه‏ تعالى و نهيه فإنّك بعينه، و جعلُها رأس الأمر لأنّها أصل الطاعات و أوّلها.

ثمّ ثَنّى بالجهاد الّذي هو عمود الدين، و لو لا مجاهدة اُولئك الأحرار الّذين كانوا في خدمة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لم يَستقم أمرُ الإسلام.

و قال عليه‏السلام: كَتَبَ اللّه‏ُ الجهادَ على الرجال ؛ فإن أصابوا۵ اُجِرُوا، و إن ماتوا وقع أجرهم على اللّه‏، و إن استُشهِدوا۶ كانوا أحياءً۷ مرزوقين۸.۹

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۱ ، ح ۷۴۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۷۹ ؛ المعجم الكبير ،ج ۲ ، ص ۱۵۷ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار ، ج ۲ ، ص ۳۹۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۳ ، ص ۲۷۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۴۱ ، ح ۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۷۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۹۴ و في كلّها غير الأوّل إلى قوله : «اُمّتي» .

2.. «ألف» : الرهب .

3.. «ألف» : رهبانيّةً .

4.. «ألف» : + عليك .

5.. في المصدر : «اُصيبوا» .

6.. في المصدر : «قتلوا» .

7.. في المصدر : + «عند اللّه‏» .

8.. في المصدر : «يرزقون» .

9.. كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۳۰۲ . و روي في مصادر اُخر مع تفاوت يسير ، و ليست فيها فقرة : «و إن ماتوا وقع أجرهمعلى اللّه‏» . راجع : المصنّف للصنعاني ، ج ۸ ، ص ۴۶۴ ، ح ۱۵۹۱۴ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۴ ؛ مجمعالزوائد للهيثمي ، ج ۴ ، ص ۳۰۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
308

۴۸۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَحبِبْ حَبيبَكَ هَوناً ما عَسَى أَن يَكُون بَغيضَكَ يَوماً مَا، و أَبغِضْ بَغيضَكَ هَوناً ما عَسَى أَن يَكُونَ حَبيبَك يَوماً ما.۱

/۳۰۳/ «الهَوْن»: السكينة و الوقار، يقال: فلان يَمشي على الأرض هَونا، و «ما» هنا صلة و زيادةٌ زِيدَتْ للتأكيد و لتحقيق التنكير، و مثله قوله تعالى: «جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنْ الْأَحْزَابِ»۲.

و «البغيض»: ضدّ الحبيب، و قد بَغُضَ بَغاضَةً، و بَغَّضَه اللّه‏ُ إلى الخَلْق، و التقدير: حُبّا هونا أي ذا هون و رفق.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أحبِبْ حبيبَك حُبّا مقارِبا سَويّا قصْدا لا مُفرِطا و لا مفرِّطا تَتجاوَز فيه الحدَّ، و كذلك أبغِضْ بَغيضَك بُغضا مقارِبا۳ ؛ فلعلّ الأمرَ يَنعكسُ عليك فيَصير الحبيبُ بغيضا و بالعكس، و إذا كنتَ قد بالغْتَ في أحد الطرفَين، و انعكسَت القصّة۴ عليك، رأيتَ نفْسَك غيرَ آخِذةٍ بقاعدة الحكمة و لا جانحةٍ إلى شقّ الصواب، و قد نَظَمَ هذا المعنى هُدْبة۵ فقال:

و أحبِبْ إذا أحببتَ حُبّا مُقارِبا۶

فإنّك لا تَدري متى أنتَ نازِعُ و أبغِضْ إذا أبغضتَ بُغضا مقارِبا۷فإنّك لا تدري متى أنت۸ راجعُ۹

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ ، ح ۷۳۹ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۸۰ ، ح ۱۳۵۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۴۳ ،ح ۲۰۶۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۱۳ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۳۴۱ ، ح ۱۴۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۲۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۵۷ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۱۳ ؛ و ج ۶ ، ص ۲۰۱ . نهج البلاغة ، الحكمة ۲۶۸ ؛ تحف العقول ، ص ۲۰۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۶۴ ، ح ۷۶۷ و في الثلاثة الأخيرة عن الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ و ص ۶۲۲ ، ح ۲۱ ؛ كنز الفوائد ، ص ۲۶۵ .

2.. ص ۳۸ : ۱۱ .

3.. «ألف» : ـ سويّا قصدا . . . بغضا مقاربا .

4.«ألف» : المقضيَّة .

5.. «ألف» : هذية . و في المصادر : «هُدْبَة» ، و هو هدبة بن خَشرَم العذريُّ من بني عامر بن ثعلبة ، شاعرٌ فصيح مرتجل راويةمن أهل بادية الحجاز .

6.. المُقارِب : المتوسّط ، و ما ليس بنفيس ، و الوسَط بين الجيّد و الرَّديء . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۶۶ قرب .

7.. «ب» : ـ فإنّك لا تدري . . . بغضا مراقبا .

8.. في اللباب : «الودّ» بدل «أنت» .

9.. تأريخ مدينة دمشق ، ج ۷۳ ، ص ۳۷۰ و ۳۷۱ ؛ لباب الألباب لاُسامة بن منقذ ، ص ۲۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2375
صفحه از 488
پرینت  ارسال به