305
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و يجوز أن يكون الضمير للنظر الدالّ عليه قوله عليه‏السلام: /۳۲۴/ «انظروا»، و «أجدر» خبر إنّ، و «أن لا تزدروا» يكون بدلاً من الضمير.

و يجوز أن يكون «أن لا» بمعنى لئلاّ، و هذه۱ اللام تُحذَف كثيرا كقوله۲ تعالى: «عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ»۳ أي لأن كان، و كقوله تعالى: «أَفَنَضْرِبُ عَنكُمْ الذِّكْرَ صَفْحا أَنْ كُنتُمْ قَوْما مُسْرِفِينَ»۴ أي لأن كنتم، و هو كثير.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: انظروا إلى من فضّلكم اللّه‏ عليهم في ذات أيديكم، فوسّع عليكم، و ضيّق عليهم، و لا يَطمَحنّ بصرُكم إلى الأغنياء و سعة أموالهم ؛ فإنّكم إذا نظرتم إليهم فوجدتم حالَهم و مالَهم أكثرَ ممّا لكم، حقّرتم نعمةَ اللّه‏ تعالى عليكم، و ليست أهلاً للاحتقار، و لعلّ اللّه‏ تعالى يَعلم في ذلك من المصالح ما لا تعلمون۵ ؛ فإنّ مِن العباد ما لا يستصلحه إلاّ الفقر و بالعكس.

و في بعض الحديث: إنّ مِن عباد اللّه‏ مَن لو أفقره اللّه‏ لأطغاه، و إنّ مِن عباده مَن لو أغناه لأطغاه، فاقنعوا بما رزقكم اللّه‏.۶

1.. «ب» : هذا .

2.. «ب» : لقوله .

3.. القلم ۶۸ : ۱۳ و ۱۴ .

4.. الزخرف ۴۳ : ۵ .

5.. «ألف» : تعلمونه .

6.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب من هذا عن أمير المؤمنين عليه‏السلام ، و هو قوله عليه‏السلام في خطبة الوسيلة : «و إن أفاد مالاً أطغاهالغنى ، و إن عضّته فاقة شغله البلاء» ، المرويّة في الكافي ، ج ۸ ، ص ۲۱ ، ح ۴ . و راجع : علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ، ح ۷ ؛ مفاتيح الغيب للرازي ، ج ۱۵ ، ص ۴۱۱ ، ذيل الآية ۱۷۹ من سورة الأعراف ۷ .
و في تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ص ۲۸ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فيما يرويه عن ربّه ـ تبارك و تعالى ـ قال : و إنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلاّ الغنى ، و لو أفقرته لأفسده الفقر ؛ و إنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلاّ الفقر ، و لو أغنيته لأفسده الغنى . و روي نحوه في تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۳۱۸ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ، ص ۴۱ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۲۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۷ ، ص ۹۵ . عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ، ح ۲۹۵ ؛ الجواهر السنية ، ص ۱۲۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
304

النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إنّما قال ذلك نَهيا عن طعام الليل، و قال: «تركُه مهرمة» ؛ أي إنّه يَطول العمرُ عن تركه حتّى يَهرَم صاحبُه، و الصحيح ما تقدّم، و أوّلُ الكلام يدلّ عليه.

ثمّ إنّه كان يُشفِق على أصحابه و يَتعهّدهم بما يَرجع عليهم بالقوّة لمكابَدتهم الطاعاتِ البدنيّة، و كانوا يؤثِرون على أنفسهم، و يَقنعون بما دون الشِّبَع، و يَتواصَوْن بذلك.

و فائدة الحديث: الأمر بالتعشّي لِمَن قامَ الليل.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۴۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُنظُرُوا إِلَى مَن هُوَ أَسفَلَ مِنكُم، وَ لاَ تَنظُرُوا إِلَى مَن هُوَ فَوقَكُم ؛ فَإِنَّهُ أَجدَرُ أَن لا تَزدَرُوا نِعمَةَ اللّه‏ِ عَلَيكُم.۱

«أسفلَ منكم»۲ نصبٌ صفةُ محذوفٍ۳ هو ظرف كقوله۴ تعالى: «وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ»۵، و التقدير: و الركب ثابتٌ مكانا أسفلَ منكم. و «الازدراء»: الافتعال مِن زَرَيتُ عليه إذا عِبْتَه، و ازدَرَيتُه: استَصغرتُه و احتقرتُه۶.

و يَحتمل هذا الحديثُ وجوها /۳۰۲/ من الإعراب:

أحدُها: أن يكون الضمير في «فإنّه»۷ للأمر و الشأن، و قوله عليه‏السلام: «أن لا تَزدَروا»۸ مبتدأ، و «أجدر» خبره.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۹ ، ح ۷۳۶ و ۷۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۴ و ۴۸۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۸۷ ،ح ۴۱۴۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۷۵ ، ح ۲۶۳۲ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۶ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۴۹۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۲۲ و ۱۱۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۲۰ ، ح ۲۷۴۲ .

2.. «ب» : ـ منكم .

3.. «ألف» : محذوفة .

4.. «ب» : لقوله .

5.. الأنفال ۸ : ۴۲ .

6.. «ألف» : استحقرته .

7.. «ألف» : + يكون .

8.. «ألف» : الازدراء .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2322
صفحه از 488
پرینت  ارسال به