عن الشهوات يَدَيه، و تَحَمَّلَ الأعباءَ۱ /۳۰۱/ في طلب العلم ؛ حتّى حَصَّلَ منه طَرَفا، و تَبوّأ منه كَفَفا۲، ثمّ لَهِجَ به الحَمقى، و أولع به الجُهّال يَتلاعبون به و يتداولون حُرْمتَه بالصَّغار، ثلاثتُهم أهل الرحمة۳ و الرأفة ؛ لأنّهم مُلْجَؤون إلى ما لا يَليق بهم و لا يُلائمهم و لم يَتعوّدوه، فهم يَتجرّعون ممّا يُدفَعون إليه مُرّا مَقِرا۴، و يَلوكون۵ مِن مُطاوَلة الصَّبْر صَبِرا۶، و ينتظرون مِن رَبّهم الفَرَج، و يُذيبون المُهَج۷.
و فائدة الحديث: إعلام صعوبة هذه الأحوال على هؤلاء الثلاثة، و أنّهم بصدد أن يُرحَموا و تَرِقَّ لهم القلوبُ.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود رضىاللهعنه.
۴۸۵.قوله صلىاللهعليهوآله: تَعَشَّوْا وَ لَو بِكَفٍّ مِن حَشَفٍ ؛ فَإِنَّ تَركَ العَشاءِ مَهرَمَةٌ.۸
العِشاءُ ـ بكسر العين ـ [و] العَشيُّ و العَشِيَّةُ: مِن عند غروب الشمس إلى العَتَمَة۹، /۳۲۳/ و العِشاءان الاُولى و الآخرة هما صلاتا المغرب و العتمة، و عند بعضهم۱۰ أنّ العشاء مِن
1.. العِبء بالكسر : الحِمل و الثِّقل من أيّ شيء كان ، و الجمع الأعباء و هي الأحمال و الأثقال . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۱۷ عبأ .
2.. الكَنَف : الجانب و الناحية ، و ناحيتا كلّ شيءٍ كنفاه . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۰۸ كنف .
3.. «ب» : للرحمة .
4.. مَقِرَ الشيءُ : صار مُرّا ، و مَقِرٌ بَيِّن المَقَر حامضٌ . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۸۳ مقر .
5.. اللَّوك : أهون المضغ ، أو مضغُ الشيء الصُّلْب المَمْضَغَة تُديره في فيك كما قيل ، و لاك اللُّقمةَ : مَضَغَها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۴ ؛ مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۲۸۷ لوك .
6.. الصَّبِر : عصارة شجرة مُرٍّ ، واحدته صَبِرَةٌ ، و جمعُه صُبور . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۴۲ صبر .
7.. «ألف» : يدينون المهجم .
و المُهَج جمع مُهْجَة ، و المُهْجة : الروح ، و دم القلب . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۷۰ مهج .
8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۸ ، ح ۷۳۵ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ، ح ۱۹۱۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۷ ، ص ۳۱۴ ،ح ۴۳۵۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۶ ، ص ۳۵۰ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۳ ، ص ۳۴۴ و فيه عن الفائق ؛ و ص ۳۴۶ ، ح ۲۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۲۶۶ ، ح ۱۹۸۲۶ (و في الأخيرين عن الشهاب) .
9.. العَتَمة : ثلث الليل الأوّل بعد غيبوبة الشفق . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۸۱ عتم .
10.. في المصادر : «و زغم قوم» .