تَضاعَفوا۱ و تَرَقَّقوا۲ و اكسِروا قلوبَكم عن سَورَة الشهوات۳ و التسارع إلى اللذّات.
ثمّ قال عليهالسلام: «و أكثِروا التفكّرَ و البكاء» ؛ هو هاهنا أمرٌ بالتفكّر في العاقبة و ما يؤول إليه الأمرُ من الموت، و السؤال في القبر، و الحشر، و النشر، و الوقوفِ بين يَدَيِ اللّه تعالى في عرصةِ القيامة، و إجازة الصراط، إلى غير ذلك من الأهوال الّتي هي قُدّامَنا و لا بُدَّ لنا منها.
ثمّ قال: «و البكاء» ؛ و ذلك لأنّه لا شيء أحَبُّ۴ إلى اللّه تعالى مِن عينٍ تَبكي من خشية اللّه. و قال: إنّ القطرةَ من الدمع تُطفِئُ بُحورا من النار.۵
ثمّ قال: «لا تَختلفَنّ بكم الأهواءُ» عقيبَ وَعظِه ؛ يعني: عليكم بالعبادة /۳۲۱/ و قطعِ العلائق الدنيويّة، و لزومِ المتعبَّدات، و ترقيقِ ۶القلوب، و كثرةِ التفكّر في المآل، و البكاءِ على الذنوب و من خشية اللّه تعالى ؛ و إيّاكم و الضلالَ في الأهواء الفاسدة و المذاهب المُرْدِيَة و الآراء المُهْلِكة، و عليكم بالدِّين السويِّ و الاعتقاد القويّ.
و فائدة الحديث: الأمرُ بإصلاح الأحوال، و النهيُ عن الجدال.
و راوي الحديث: الحَكَم بن عُمَير.
۴۸۲.قوله صلىاللهعليهوآله: أَكرِمُوا الشُّهودَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ يَستَخرِجُ بِهِمُ الحُقُوقَ، و يَدفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ.
يقول صلىاللهعليهوآله ۷: أعِزُّوا الشهودَ و بَجِّلوهم و لا تَستهينوا بهم ؛ فإنّ لهم قَدَمَ صدق في الدين ؛ و
1.. في هامش «ب» : من الضَّعف لا من الضِّعف .
2.«ألف» : ترفّقوا .
3.. سارَ يَسور سَورا و سُؤورا : وَثَبَ و ثارَ ، و سار الشراب في رأسه : دارَ و ارتفع ، و سَورة الخمر حُمَيّا : دبيبها في شاربها . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۸۵ .
4.. «ألف» : و ذلك أنّه لا أحبّ .
5.. التخويف من النار لابن رجب الحنبلي ، ص ۶۳ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۲۰۶ ؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، ج ۵ ،ص ۶۲۶ مع اختلاف يسير في كلّها.
6.التعبّدات و ترفيق .
7.۷ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ ، ح ۷۳۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۹۴ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۳۶ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۲۹۹ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ج ۱ ، ص ۶۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۸۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۲۱۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ح ۱۴۳۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۱۲ ، ح ۱۷۷۳۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۷۱ ، ح ۵۰۹ ، الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ .