و ما حالاتُنا إلاّ ثلاثٌ
شبابٌ ثمّ شَيْبٌ ثمّ مَوْتُ۱
و هذه وصيّة وَصّى بها۲ صلىاللهعليهوآله اُمَّتَه، يقول: اغتَنِمِ الشبابَ الّذي هو عونٌ على الطاعات، و مَظِنّةٌ للَّذّات، و مَقضاةٌ للأشغال، و مَطيَبَةٌ للأحوال قبلَ أن يَهجُم الهَرَمُ الّذي يَجعلك حِلْسَ۳ بيتك و قرينَ لوِّك۴ و ليتِك، ثمّ هو الطريقُ المَهْيَع۵ إلى الموت، و الجادّةُ العظمى إلى الفوت، تَحتاج معه إلى مَن يُعينُك على القيام، و يدُلّك على المرام.
و ممّا جرى على لساني من نظمي:
أنت إلهي و أنت مُستَنَدي
و أنت دون الأنام معتَضَدي
أنتَ الّذي إن عَثَرتُ قلتُ له
يا سيّدي قد عثرتُ خذ بيدي
خذ بيدي قبل أن أقول لِمن
أراه عند النهوض خذ بيدي۶
و مثله قول القائل۷:
/۲۹۷/ يا ربِّ لا تُبقِني۸ إلى أمد۹
أكونُ فيه ثِقلاً۱۰ على أحد۱۱
ثمّ قال عليهالسلام: اغتنمْ صحّتَك الّتي هي مَحراة۱۲ من التمكّن من الأعمال و تحمُّل الأحمال
1.. المحاظرات و المحاورات للسيوطي ، ص ۳۶۴ .
2.. «ألف» : ـ بها .
3.. «ألف» : جلس .
و الحِلْس : بساط البيت . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۵۴ حلس .
4.. اللِّوُّ : الباطل ، و الكلام الخفيّ . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۶۷ لوي .
5.. المَهيَع : الواضح الواسع البيِّن ، و الطريق الواسع المنبسط . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۷۹ هيع .
6.. «ب» : ـ خذ بيدي قبل . . . النهوض خذ بيدي .
7.. «ب» : و قال القائل .
8.. في تاريخ مدينة دمشق : لا تبقني .
9.. في الوفيات و الوافي : لا تحيني إلى زمن .
10.. في المصادر : كلاًّ .
11.. الشاعر هو ابن أبي الصقر الواسطي . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۳ ، ص ۲۳۸ ؛ وفيات الأعيان ، ج ۴ ، ص ۲۴۳ ؛الوافي بالوفيات ، ج ۳ ، ص ۲۶۷ .
12.. مَحراة : حَريٌّ و جدير و خليق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۷۳ حري .