29
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: إعلام أنّ ما يَجري في خُفية عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بعين مَن لا يخفى عليه خافية، فهو يوحي به إليه.

و راوي الحديث: ابن عبّاس.

۲۶۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَحدَثَ في أَمرِنَا هَذَا مَا لَيسَ فيهِ۱ فَهُوَ رَدٌّ.۲

«الردّ» هو المردود، كالخَلق بمعنى المخلوق، و الضرب بمعنى المضروب.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن زاد في الإسلام ما ليس فيه، أو ضَمّ إليه ما ليس منه، فهو ردّ ؛ أي تلك الزيادة و الضميمة مردودة غير مقبولة، و صورة اللفظ خبر، و المراد به الأمر أي رُدّوه، و هذا كقوله عليه‏السلام: كلّ مُحدَثَةٍ بِدعةٌ، و كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ضلالة في النار.۳ و إنّما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك لعلمه بما سيكون بعده من الفتن و التفرّق، و أنّ /۱۹۱/ كلّ قوم يتعلّقون ببدعة، و كلّ طائفة يعتصمون في طريقتهم بما يوافقها.

و قال عليه‏السلام: ستَكثُر الكَذَّابة بعدي، فما وافق الكتابَ و السنّةَ فخذوه، و ما سوى ذلك فاضربوا به عُرضَ الجدار!۴ أو كما قال عليه‏السلام.

و فائدة الحديث: تعريف أنّه لا يجوز اتّباع كلّ ما يُروى و يؤثَر، و الأمر بردّ البدع و الزوائد.

و راوية الحديث: عائشة.

1.. في مسند الشهاب ومسند أحمد وسنن ابن ماجة والسنن الكبرى : «منه» .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ ، ح ۳۵۹ ـ ۳۶۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۶۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۲۷۰ ؛ صحيحمسلم ، ج ۵ ، ص ۱۲۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۷ ، ح ۱۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۳۹۲ ، ح ۴۶۰۶ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۵۰ . الطرائف ، ص ۴۵۶ .

3.. تحف العقول ، ص ۱۵۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۳۲۵ ، ح ۱۴۲۱۰ فيهما مع اختلاف يسير في اللفظ ؛ سنن النسائي ، ج ۳ ، ص ۱۸۸ ؛ الديباج على المسلم ، ج ۱ ، ص ۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۳۷۰ .

4.. لم نعثر عليه ، نعم روي في الإفصاح ، ص ۶۰ : «كثرت الكذّابة عليّ ، فما أتاكم عنّي في حديث فأعرضوه على القرآن» .و في رسائل الشريف المرتضى قدس‏سره ، ج ۲ ، ص ۵۶ : «ستكثر الكذّابة من بعدي ، فما ورد من خبر فأعرض على الكتاب» .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
28

۲۶۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن رَمَانا بِاللَّيلِ فَلَيسَ مِنَّا.۱

أصل «الرَّمي»: إلقاء المحسوسات كالسهم و الحَجَر و المدر، و يُكنّى به عن الشتم كالقذف، قال اللّه‏۲ تعالى: «وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ»۳، و قال عزّ و جلّ: «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ»۴ أي۵ المؤمنات، و كان قوم من المنافقين و ممّن لم يستقرّ الإيمان في قلوبهم ـ و لم يجدوا حلاوته ـ يجتمعون بالليل، فيقولون للرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ما برّأه اللّه‏ /۱۷۶/منه، و يفترون عليه و يشتمونه، فيوحي۶ اللّه‏ تعالى بذلك إليه، أو يُعلمه من جهة المسلمين، فقال: «مَن رمانا بالليل فليس منّا»، و هذا كَرَمٌ منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وإبقاء على الرامي ؛ لعلّه يرتدع أو يستحيي أو يكفّ۷ عن ذلك إيمانا و اعتقادا، و هذا من غاية عنايته بالخلق، فقال على الإجمال من غير تعيين و تبيين و تنصيص و تخصيص لمن تعاطى ذلك دفعا بالأحسن و أخذا بأبين الكرم، و الكلام في «ليس منّا» قد تقدّم في الحديث الّذي قبله، و قد قيل۸ في معنى هذا الحديث: إنّ معنى۹ «رمانا بالليل» أي تركوا الليل علينا، فلم يَحضروا جماعتَنا، و تَحرّزوا عن مجالسنا، و تَخانسوا۱۰ عنّا، و طرحوا أنفسهم عن جملتنا، فكأنّهم طرحوا الليل إلينا۱۱ حتّى نكابده نحن. و هذا وجه.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳۵۵ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۷۳ ، ح ۳۱۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۲۱ ؛الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۵۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۰۵ ، ح ۸۷۱۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۶ ، ح ۴۰۱۲۰ .

2.. «ب» : ـ اللّه‏ .

3.. النور ۲۴ : ۶ .

4.. النور ۲۴ : ۲۳ .

5.. «ب» : ـ أي .

6.. «ألف» : فأوحى .

7.. «ألف» : يكفّه .

8.. لم نعثر على قائله .

9.. «ألف» : + مَن .

10.. «ألف» : تجالسوا .
و تَخانَسَ : تأخَّرَ و تَغيَّبَ . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۷۱ خنس .

11.. «ألف» : علينا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2416
صفحه از 488
پرینت  ارسال به