279
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

ماذا يكلِّفك الرَّوحاتِ و الدَّلَجا۱

البَرَّ طَورا و طَورا تَركَبُ اللُّجَجا۲

/۳۱۲/ كم مِن فَتًى قَصُرَتْ في الرزق خُطوَتُهألفَيتَه بسِهامِ الرزقِ قد فَلَجا۳

و فائدة الحديث: الأمرُ بالقناعة و طلبِ الدنيا مِن أحسنِ وجوهها، و إعلامُ أنّ الأرزاقَ مقدَّرةٌ مقسومة معلومة فيما۴ لم يزل للقديم تعالى، فلا يَصِلُ إلى أحد إلاّ ما عَلِمَه عزّ و علا.

و راوي الحديث: أبو حُمَيدٍ الساعديُّ.

۴۶۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَصلِحُوا دُنياكُم، وَ اعمَلُوا لاِخِرَتِكُم.۵

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: رَقِّحوا۶ مالَكم، و أصلِحوا معاشكم ؛ فإنّكم لا تتمكّنون من التعيُّش في الدنيا إلاّ بذلك، و لا تَقدِرون على العبادة إلاّ به، فأصلِحوا اُمورَ الدنيا حتّى تتفرّغوا لأمر الآخرة. و لذلك أعقَبَه قوله: «و۷ اعملوا لآخرتكم»، و لا يمكن عملُ الآخرة إلاّ بالفَراغ، و لا فراغ إلاّ ببُلغةٍ مِن الدنيا، و لذلك قيل: الدنيا مزرعة الآخرة.۸

و قال اللّه‏ تعالى: «وَ لاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا»۹.

1.. الدَّلَج : الليل كلّه من أوّله إلى آخره . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۷۲ دلج .

2.. «ألف» : «الدلجا» ، و في حاشيته : اللججا خ .

3.. العقد الفريد ، ج ۱ ، ص ۶۶ ؛ الأغاني ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۰ .

4.. «ألف» : ممّا .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۶ ، ح ۷۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۴ ، ح ۱۰۸۹ ؛ فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۶۸۰ ،ح ۱۰۸۹ .

6.. ترقيح المال : إصلاحه و القيام عليه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقح .

7.. «ألف» : ـ و .

8.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۶۷ ، ح ۶۶ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۱۷۴ .

9.. القصص ۲۸ : ۷۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
278

و قيل في معنى قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه‏ُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا»۱: إنّه عنى بالرجس البخلَ و الطمعَ.

و قيل: العُقاب عزيز، له عزَّة۲، فإذا طَمِع في جيفةٍ عَلِقتْ به الحَبالةُ.۳

و فائدة الحديث: النهي عن الطمع الّذي يورِث الدناءةَ و الخساسة و إراقة ماء الوجه.

و راوي الحديث: معاذ بن جبل رضى‏الله‏عنه.

۴۶۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَجمِلُوا في طَلَبِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّ كُلاًّ /۲۹۰/ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ مِنها.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا طَلبتم الدنيا فأحسِنوا الطلبَ لها، و لا تَنالوها من غير حِلّها، و لا تَناحروا۵ عليها، و لا تَحمِلوا على أنفسكم في طلبها ما يَهدم قواعدَ المروءة من المُقاسات و الرَّوحات۶ و الدَّلْجات۷ لأجلها، و تضييقِ۸ المطاعم و المشارب لتبقى و تكثر۹ ؛ فإنّ كُلاًّ منكم مهيَّؤٌ للقدْر الّذي رَزَقَه اللّه‏ تعالى، و سَبَق في علمه الأزلي أنّه يَصِلُ إليه طِلقا حلالاً صَفْوا عَفْوا۱۰، و ما أحسَنَ ما قال الشاعر۱۱:

1.. الأحزاب ۳۳ : ۳۳ .

2.. «ألف» : ـ له عزّة .

3.. راجع الأقول في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۰ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۶ ، ح ۷۱۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۳ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۲۵ ، ح ۲۴۱۲ ؛السنن الكبرى ، ج ۵ ، ص ۲۶۴ ؛ العهود المحمّديّة ، ص ۲۹۸ .

5.. «ألف» : تناجروا .

6.. راحَ فلان يَروح رَواحا : ذَهَبَ أو سارَ بالعشيّ ، و قال الأزهري : سمعت العرب تستعمل الرَّواح في السير كلّ وقت ، تقول : راحَ القومُ إذا ساروا و غَدَوا ، و تَروَّحُوا أي سيروا . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۶۴ ـ ۴۶۶ روح .

7.. «ألف» : الربحات .
و الدَّلْجة : سير الليل كلّه ، و الدُّلْجة : سير السحر ، و أدلَجوا : ساروا من آخر الليل ، أو ساروا الليل كلّه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۷۲ دلج .

8.. «ب» : تضيق .

9.«ألف» : ليتقي و يكثر .

10.. العَفو : الفضل الّذي يجيء بلا كلفة ، و عَفوُ كلّ شيء : خياره و أجوده و ما لا تعب فيه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۷۵عفو .

11.. ينسب هذا الشعر إلى بشّار بن برد ومحمّد بن بشير على خلاف في ذلك .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2349
صفحه از 488
پرینت  ارسال به