271
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

حَسَدَك و وَشى بك۱، و إن أحسنتَ إليه غَمَطَك۲ و كَفَرَ نعمتَك و۳ يَجحَد مَحاسنَك و يُفْشي مَساويَك، و إن لم يجد نَصَبَها عليك، فتَعَوَّذْ۴ باللّه‏ من جار السوء! و كذلك إن طَلبتَ سلوك /۳۰۸/ طريق فاطلب رفيقا يَزينُك و لا يَشينك، تَثِقُ به و يثق بك ؛ فإنّ الواحد الفَذَّ تُسْرِع إليه الآفات، و يكون من العوارض على خطر ؛ مِن عدوٍّ يَقصده، أو سَبُعٍ يَفترسه، أو هامّةٍ تَلسَعه۵ ؛ فينبغي لمن يَشتري دارا أن يَتحرّى في الجِوار، و لا يُقدِم على شيء يَكرَه مَغَبَّتَه و يخالف محبّته جزافا من غير تثبّت ؛ و لِمن سَلَكَ سبيلاً أن يُرافِق رفيقا يعاونُه في سبيله، و يعاضده على جميع الأحوال، ويَذُبّ۶ عنه و يساعده، و أمرُ الجِوار صعبٌ ؛ قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن آذى جارَه فقدْ آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه‏ ؛ و من حارب جاره فقد حاربني، و من حاربني فقد حارب اللّه‏.۷

و قال عليه‏السلام: خَيرُ الجيران عند اللّه‏ خَيرُهم مُجاوَرَةً.۸

و قال عليه‏السلام: الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاثة۹ حقوق، و منهم من له حقّان، و منهم من له حقٌّ واحد ؛ فأمّا صاحب الحقوق الثلاثة فالمسلم الجار ذو الرحم له حقّ الإسلام و حقّ الجوار و حقّ الرحم، و أمّا صاحب الحقّين فالمسلم الجار۱۰ له حقّ الإسلام و حقّ الجوار، و أمّا صاحب الحقّ

1.. وَشى به : نَمَّ به و سعى به . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۹۳ وشي .

2.. غَمَطَ الناسَ غَمْطا : احتقرهم و استصغرهم . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .

3.. «ب» : ـ و .

4.. «ألف» : فنعوذ .

5.. «ب» : تكسعه .

6.. «ألف» : يكفّ .

7.. مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۲۴ ، ح ۹۸۷۹ فيه ملخّصا ؛ العهود المحمّديّة للشعراني ص ۸۲۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ،ص ۵۷ ، ح ۲۴۹۲۷ .

8.. مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۱۹ ، ح ۹۸۵۸ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۱۰۳ ، ح ۳۳۰ فيه مع اختلاف فياللفظ .

9.. «ألف» : ثلاث .

10.. «ألف» : صاحب الاثنين فالمسلم الجوار .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
270

مَناجح و مَناجيح، و قد نَجَحَتْ حاجتُك و أنجَحْتُها لك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استعينوا على أن تُنجَح حوائجُكم بالكتمان لها.

و قد رُوي في هذا الحديث أيضا: فإنّ۱ كُلَّ ذي نعمة محسود.

و أصل «الحاجة»: الفقر، يقال: حاجَ فلانٌ يَحُوج و احتاج، و جمع حاجة حاجٌ و حاجاتٌ و حِوَجٌ بكسر الحاء، و «حوائج» على غير قياس كأنّها جمع حائجة، و الحَوجاء: الحاجة، و يقال لكلّ ما يُفتقَر إليه: الحاجة، و هذا الحديث كالّذي قبله.

و فائدة الحديث: الأمر بكتمان الاُمور عن الأعين النواظر حتّى لا يُفسِدوا فيها.

و راوي الحديث أيضا: مُعاذ.

۴۶۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِلتَمِسُوا الجارَ قَبلَ شِرَي الدَّارِ، وَ الرَّفيقَ قَبلَ الطَّريقِ.۲

«الجار»: مَن يجاورك ؛ أي يَقرُب مَسكنه من مسكنك، و يُجمَع جِيرانا و جِيرَةً، و قد تَجاورَ القومُ و اجتَوَروا، و إنّما فُتِحَت الواو في اجتوروا لأنّه في معنى ما صَحَّتْ فيه الواو، و لم يُمكن قلبُها و هو تَجاوروا، و كذلك اعتَوَروا في معنى تَعاوَروا أي تَداوَلوا.

و «الرفيق»: صاحبك الّذي يَرفُق بك، و الرُّفْقَة: الجماعة يَترافقون في السفر، و الرِّفق: ضدّ العُنف، و قد رَفَقتُ /۲۸۶/به ـ بفتح الراء ـ أرفُق.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا التَمستَ دارا تَسكنها و تَأوي إليها، فلا تَشتَرها تَبخيتا حتّى تَعلم مَن يُجاوِرك فيها ؛ فإنّ جار السوء مِن إحدى غُصَصِ الدنيا ؛ يُراقِبك و يَترصّد أحوالَك، فإن كنتَ مُعسِرا حَقّرك و استَصغرك و استَهزأ بك، و ربّما استسخرك، و إن كنت مُوسِرا

1.. «ألف» : إنّ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۲ ، ح ۷۰۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۶۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۲۶۹ مع الاختلاف فيالأخيرين ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۷۹ ، ح ۵۳۱ . مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۳۱ ، ح ۹۹۰۴ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۱۰۳ ، ح ۷ (و في الثلاثة الأخيرة عن الشهاب) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2271
صفحه از 488
پرینت  ارسال به