267
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و جميع بدنكم، و لا تَتجافَوا عن مَسّها ترفّعا عنها و استنكافا منها ؛ فإنّكم منها خُلقتم، و إليها تَعودون.

و قوله عليه‏السلام: «فإنّها بكم بَرَّة» أي تُطعِمكم حَبَّها و ثِمارَها، و تَسقيكم /۳۰۶/ أنهارَها، و تَحمِلُكم على ظَهرِها أحياءً، و في بطنها أمواتا، و قيل: إنّ المعنى التيمّم بالتراب عند عدم الماء. و قال آخرون: إنّ المراد بالتمسّح وضعُ الجبهة على الأرض نفْسِها في حال السجود، و لا شكّ أنّ ذلك أفضل، و آخَذُ في التواضع، و أقرَبُ إلى التذلّل و الخضوع.۱

و عند أهل البيت عليهم‏السلام أنّه لا يُجزِئ السجودُ في الصلاة إلاّ على الأرض أو ما أنبتتْه الأرض ممّا لا يُؤكَل ولا يُلبَس.۲

و فائدة الحديث: الأمر بابتذال۳ النفس و إيصالها إلى حُرّ الأرض الطاهرة في جميع الأحوال أو في حال التيمّم أو في حال السجود في الصلاة.

و راوي الحديث: سلمانُ الفارسيُّ رضى‏الله‏عنه.

۴۵۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: دَعُو النَّاسَ يَرزُقِ اللّه‏ُ بَعضَهُم مِنْ بَعضٍ.۴

هذا الحديثُ رواه طاووس عن ابن عبّاس، و تمامه: لا يَبِعْ حاضرٌ لبادٍ ؛ دَعو الناسَ يَرزُقِ اللّه‏ُ

1.. راجع : المحلّى لابن حزم ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ .

2.. راجع : المبسوط للطوسي ، ص ۲۵۹ ؛ تبصرة المتعلّمين للعلاّمة الحلّي ، ص ۴۳ .

3.. الابتذال : ضدّ الصيانة ، و المبتذِل من الرجال : الّذي يلي العمل بنفسه أو الّذي يلي عمل نفسه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۰ بذل .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۱۰ ، ح ۷۰۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۱۲ ؛ و ج ۳ ، ص ۳۰۷ و ۳۸۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ،ص ۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۳۴ ، ح ۲۱۷۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، ح ۳۴۴۳ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۹۶ ، ح ۸۷۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۴۴۵ ، ح ۲۲۹۵۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۰۰ ، ص ۸۸ ، ح ۶ و في الأخيرين عن الأمالي للطوسي .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
266

۴۵۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: نَوِّرُوا بِالفَجرِ ؛ فَإِنَّهُ أَعظَمُ لِلأَجرِ.۱

«التنوير»: وقت إسفار الصبح، و هو من النور، و قد نَوَّرَ الصبحُ تنويرا، و يقال: نارَ الشيءُ و أنار و نَوّر و استنار بمعنى.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ضَوِّئُوا صلاة الفجر ؛ فإنّه أعظم أجرا. و الباء في «بالفجر» للتعدية ؛ أي: أضيؤوها و صَلُّوها في۲ بياض الصبح الصادق ؛ و الغرضُ بذلك أن لا تصلّى صلاةُ الفجر و بقايا الظُّلمة بَعدُ۳ شاملةٌ، و المصلِّي مترجِّح بين العلم بطلوع الفجر و تجويزِ أنّه بَعدُ لم يَطلُع حتّى يَقطَع بتنوير الصبح و اضاءَته فيصلِّيَ على بصيرة و علم، و ليس الغرض بذلك تأخير الفجر أي إلى آخر وقتها ؛ فإنّه قد ورد تفضيل أوّل الوقت /۲۸۴/على آخره.

قال عليه‏السلام: أوّل الوقت رضوان اللّه‏، و آخره عفو اللّه‏.۴

و درجة الرضوان فوق العفو.

و فائدة الحديث: الأمر بالتحقّق و التثبّت في الإتيان بصلاة الصبح و التربّص بها حتّى يُضيء الصبح الثاني.

و راوي الحديث: رافع بن خَديج.۵

۴۵۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَمَسَّحُوا بِالأَرضِ ؛ فَإِنَّها بِكُم بَرَّةٌ.۶

ظاهر هذا الحديث يُنبئ أن يكون المعنى أنّه عليه‏السلام يقول: امسَحوها بأيديكم و أرجلكم

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۸ ، ح ۷۰۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۳۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۲۵۱ ؛ نصب الراية ،ج ۱ ، ص ۳۳۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۷۸ ، ح ۹۲۹۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۳ ، ص ۴۷ ، ح ۷۰۰۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۳۶۳ ، ح ۱۹۲۷۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۲۹ ، ح ۲۸۶۹ .

2.. «ألف» : عند .

3.. «ألف» : ـ بعد .

4.. الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۶۵۱ ؛ فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۷۷ ؛ المسائل الصاغانيّة ، ص ۱۱۹ .

5.. «ألف» : حديج .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۹ ، ح ۷۰۴ و ۷۰۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۱ ، ص ۱۸۷ ، ح ۶ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار للزيلعي ، ج ۲ ، ص ۳۵۲ . المجازات النبويّة ، ص ۲۶۹ ، ح ۲۰۹ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۱۰۴ ، ح ۷۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۲ ، ص ۱۵۸ ، ح ۲۶ عن المجازات النبويّة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2515
صفحه از 488
پرینت  ارسال به