263
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: أبو أيّوبَ الأنصاريُّ رضى‏الله‏عنه.

۴۵۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُطلُبُوا الخَيرَ عِندَ الرُّحَماءِ مِنْ اُمَّتي تَعِيشُوا في /۳۰۴/ أَكنَافِهِم.۱

«الخَير»: كلّ مرغوب فيه، و يُكنى به عن المال كما قال تعالى: «إِنْ تَرَكَ خَيْرا»۲، و عن العقل و العلم و عن كلّ ما يُرغَبُ فيه. و الكَنَفُ الجانب.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا طلبتم خيرا من اُمور الدنيا فاستعينوا بالرُّحَماء المُشفِقين الأرِقّاءِ القلوب.

و «الرحمة» في بني آدم: الرقّةُ و الإحسان، و في باب صفات اللّه‏ تعالى الإحسان مجرّدا عن الرقَّة.

يقول عليه‏السلام: ارغَبوا إلى الرُّحَماء الأسخياء۳ الأجواد، و لا تَرغَبوا إلى القاسية قلوبُهم الّذين لا يَرحَمون و لا تَرِقّ قلوبُهم.

ثمّ قال عليه‏السلام: «تعيشوا في أكنافهم» أي: يَحسُن معاشُكم، و يُمكِنكم التعيّش في جنباتهم، و الالتماس من عوائدهم، و الاقتباس من فوائدهم.

و فائدة الحديث: الأمر بطلب الخير و الرِّفدِ مِن اُولي الرقّة و۴ الرحمة و الشفقة، و إعلام أنّهم يَبذُلون و يُعينون.

و راوي الحديث: أبو سعيد. و روي: اُطلُبوا الفضلَ عند الرحماء من عبادي تَعِيشوا في أكنافهم ؛ فإنّ فيهم رحمتي، و لا تطلُبوها من القاسية قلوبهم ؛ فإنّ فيهم سَخَطي ؛۵ يعني أنّ اللّه‏

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۶ ، ح ۶۹۹ و ۷۰۰ ؛ الموضوعات لابن الجوزي ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ ؛ لسان الميزان ، ج ۳ ،ص ۴۴۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۱۱۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۵۱۹ ، ح ۸۶۸۰۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ، ح ۴۰۵ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ .

2.. البقرة ۲ : ۱۸۰ .

3.. «ألف» : الرحماء و الأسخياء و .

4.. «ب» : ـ الرقّة و .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۶ ، ح ۷۰۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ح ۱۱۱۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۵۱۹ ، ح ۱۶۸۰۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
262

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَشتغلوا أنفسَكم بعلائق۱ الدنيا الّتي لا تنفَعكم و لا تورِثكم إلاّ المقاساة۲ و المعاداة و الأخذَ في سُبُل۳ الشيطان و الانحطاط في هواه۴ إلاّ بقدر ما لا بدّ لكم منها، و يكون لكم بلاغا و زادا إلى الآخرة ؛ أي: ما أمكَنَكم أن تَتَخَلُّوا۵ منها و مِن اُمورها فافعَلوا ؛ فإنّها مَدعاةٌ إلى البَطالة و مَحراة بالجَهالة.

و فائدة الحديث: الأمر باجتناب الدنيا و الاهتمام بأمرها.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۴۵۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كِيلُوا طَعَامَكُم يُبارَكْ لَكُم فيهِ.۶

هذا إشارة إلى الأمر بالتقدير و التحقيق في الطعام دون المُجازَفة ؛ /۲۸۲/ فإنّ مَن أنفَقَ طعامَه كَيْلاً، أحاط عِلمُه بما أنفقَ و ما بَقِيَ ؛ فإذا أنفقه على علمٍ، أمسك عند الحاجة إلى الإمساك، بخلاف مَن ينفقه جزافا فيَتفقّدُه، فإذا به و قد فَنى، فهذا وجه البركة في ذلك، و يجوز أن يكون اللّه‏ تعالى إذا قَدّر العبدُ و لم يُبذِّر يبارِكُ اللّه‏ُ في طعامه، و البركة قد تَقدّمَ أنّها النموّ و الزيادة، و كم قد رأينا قليلاً مباركا فيه مُمْتِعا۷، و كثيرا۸ بالعكس منه.

و فائدة الحديث: الأمر بالإنفاق على تقدير و ترتيب.

1.. «ألف» : لعلائق .

2.. المقاساة : مُكابدة الأمر الشديد . لسان العرب، ج ۱۵ ، ص ۱۸۱ قسو .

3.. «ألف» : سبيل .

4.. «ألف» : و الانحاط في هواة .

5.. «ألف» : تبخلوا .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۵ ، ح ۶۹۷ و ۶۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۴۱۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ سنن ابنماجة ، ج ۲ ، ص ۷۵۰ ، ح ۲۲۳۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۳۱ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۱۴۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۵ ، ح ۴۹۱۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۴ ، ص ۱۲۱ ؛ و ج ۲۰ ، ص ۲۷۲ ، التحفة السنيّة ، ص ۳۱۰ مع اختلاف يسير فيه .

7.. «ألف» : متمتّعا .

8.«ألف» : كبيرا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2305
صفحه از 488
پرینت  ارسال به