259
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: ابن مسعود.

۴۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اغتَنِمُوا الدُّعاءَ عِندَ الرِّقَّةِ ؛ فَإِنَّها رَحمَةٌ.۱

«الرّقَّة» هاهنا: الضَّعف عند الإخلاص، و هي الّتي يُعبَّر عنها بانكسار القلب الّذي وَرَدَ ذِكرُه في الحديث عن اللّه‏ تعالى: أنا عند المنكسرةِ قلوبُهم.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا رَقَّتْ قلوبُكم عند ذِكرِ اللّه‏ تعالى، و خَلَصَتْ عن شوائب الاُمور الدنياويّة، فاغتنموا الدعاء ؛ فإنّ دعاء۳ المخلِص مستجاب، و تلك الرقَّة رحمة يُبيحها اللّه‏ تعالى للعبد ؛ إمّا بإحضار عظمته بباله، أو اُمورِ ما بعد الموت.

و فائدة الحديث: الأمر باغتنام الدعاء عند الرقّة ؛ فإنّها ساعة الرحمة و الإجابة.

و راوي الحديث: زيد بن أسلم، قال: قرأ اُبَيٌّ عند النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فرَقُّوا، فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك.

۴۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ألِظُّوا بِيا ذَا الجَلالِ وَ الإِكرامِ.۴

«الإلظاظ»: اللزوم، و يقال: الإلظاظ: الإلحاح، قال بِشرٌ:

ألَظَّ بهنّ يَحدوهنّ۵ حتّى

تَبيَّنَتِ الحِيالُ من الوِساقِ

و قال أبو عُبيدٍ: الإلظاظ: لزوم الشيء و المثابرةُ عليه۶، و يقال: رجل مُلِظٌّ أي مُلِحٌّ، و

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۲ ، ح ۶۹۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ، ح ۱۲۱۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ، ص ۱۰۲ ،ح ۳۳۴۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ، ح ۴۴۰ . الدعوات ، ص ۳۰ ، ح ۶۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹ ، ص ۳۱۳ و ۳۴۷ .

2.. الدعوات للراوندي ، ص ۱۲۰ ، ح ۲۸۲ ؛ منية المريد ، ص ۱۲۳ .

3.. «ب» : الدعاء .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۴۰۲ ، ح ۶۹۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۷۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۹۹ ؛ تحفةالأحوذي ، ج ۹ ، ص ۳۵۹ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۴۷ ، ح ۹۲ و ۹۳ ؛ التاريخ الكبير ، ج ۲ ، ص ۱ ، ح ۲۸۰ ؛ الجامعالصغير ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، ح ۱۵۷۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ، ص ۷۸ ، ح ۳۲۱۸ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۷۳۵ .

5.. «ألف» : تجدوهنّ .

6.. المثابرة على الشيء : المواظبة عليه ، و المثابرة : الحرص على الفعل و القول و ملازمتهما . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۹۹ ثبر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
258

نفسي فاغفر لي.۱

و قال ابن مسعود: إنّ آدم عليه‏السلام جَمَعَ الدعاءَ في ثلاث كلمات: اللّهمّ إنّك تَعلم سريرتي فاقبَلْ معذرتي، وتَعلم حاجتي فأعطِني مسألتي، و تعلم ما في نفسي فاغفر لي.۲

و قال الدارانيُّ۳: إنّي أسأل اللّه‏َ منذ أربعين سنةً حاجةً فما قضاها، و لا أيِستُ۴ منها، و لا تركتُ الدعاء فيها.۵

/۲۸۰/ و في الحديث: إنّ الدعاء و البلاء يَتعالجان ما بين السماء و الأرض إلى أن تقوم الساعة.۶

و عن ابن عبّاس: المسألة أن تَرفع يديك حَذْوَ مَنكبَيك أو نحوهما، و الاستغفار أن تُشير بإصبعٍ واحدة، و الابتهال أن تَمُدّ يديك جميعا.۷

[و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال:] و اسألوا اللّه‏َ۸ ببطونِ أكُفّكم، [و] لا تسألوا بظهورها.۹

و فائدة الحديث: الأمر بالزكاة و إعلامُ أنّه تحصين للمال و حفظ له، و بالصدقة و إعلام أنّه هو الدواء الناجع و العلاج الدافع، و بالدعاء دَفعا /۳۰۲/ للآفات و طردا للبليّات.

1.. بحار الأنوار ، ج ۸۶ ، ص ۲۱۷ ، ح ۳۲ عن خطّ الشهيد رحمه‏الله .

2.. راجع : المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۶ ، ص ۱۱۷ ؛ السيرة الحلبيّة ، ج ۱ ، ص ۲۴۷ .

3.. الدارانيُّ منسوب إلى دارَيَّا ، و هي قرية مِن غَوطة دَمِشقَ ، و المقصود به هنا أبو سليمانَ عبدُ الرَّحمن بن أحمدَ الزاهدُ المشهور ، و له ذِكر في كتب الصوفيَّة ، و منها كتاب «طبقات الصوفيَّة» لأبي عبد الرحمن السُّلَميِّ . عبد الستّار .

4.. «ألف» : يئست .

5.. نقله السمعاني في تفسيره ، ج ۳ ، ص ۲۷۲ عن بعض التابعين .

6.. مغني المحتاج ، ج ۴ ، ص ۲۴۰ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۱ ، ح ۳۳ (مع اختلاف في اللفظ) .

7.. سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ ، ح ۱۴۸۹ ؛ سبل السلام للكحلاني ، ج ۴ ، ص ۲۱۹ ، ح ۱۵ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۱۲۱ ؛نصب الراية للزيلعي ، ج ۳ ، ص ۱۳۲ مع اختلاف في اللفظ ، و في بعضها عن النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أو رواه ابن عباس عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

8.. «ألف» : ـ اللّه‏ .

9.. سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۳۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۲ ، ص ۲۱۲ ؛ مجمعالزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۹ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2561
صفحه از 488
پرینت  ارسال به