249
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

متدلِّيةً للغروب كأنّها قناديلُ دنا إطفاؤها، و بإزائها۱ طوالع من المشرق لم يرها حين انطَرَحَ للنوم، فرأى طالعا يُشرِق و غاربا يَخْفِق، و إن كان ممّن۲ له بالليل /۲۷۶/اُنس، و له علاماتٌ رآها متبدّلةً۳ متغيّرةً، ألجأه ذلك إلى التهليل و التسبيح۴، و هو وقتُ عروج ملائكة الليل و نزول ملائكة النهار، فما أجدَرَه بأن يبارَك له و يُغفَر! فأيُّ بركةٍ فوقَ ذلك؟!

و بعدُ ففي هذا الحديث إعلام بالفُسحة في الأكل بعد النوم ؛ لأنّ أهلَ الكتاب لا يستحلّون ذلك، و كان الأمر في أوّل الإسلام على ذلك فنَسَخَه اللّه‏ُ تعالى، و رَخَّص في الطعام و الشراب إلى ما قبلَ الصبح بقوله عزّ و علا: «وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ»۵.

و روى العِرباض بن ساريةَ: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دعاني إلى /۲۹۸/ السَّحور في شهر رمضان فقال: هَلُمَّ إلى الغداء المبارك!۶ و إنّما جَعَله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله غَداءً لأنّ الصائم يَتقوّى به على صيامه كما يَتقوّى بالغَداء فكأنّه قد تَغَدَّى.

و في الحديث: تَسَحَّروا ؛ صلواتُ اللّه‏ على المتسحِّرين.۷

و فائدة الحديث: الأمر بالسَّحور و۸ الترغيب في التسحّر.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۴۴۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتَّقوا النَّارَ وَ لَو بِشِقِّ تَمرَةٍ.۹

أصل «اِتَّقى» اِوتَقَى، فقُلبَت الواو تاءً لِقُرب ما بينهما ؛ لأنّ التاء تَنشأ من اُصول الثنايا،

1.. «ب» : بازئها .

2.«ألف» : من .

3.. «ألف» : مبتدلة .

4.«ب» : التسبيح و التهليل .

5.. البقرة ۲ : ۱۸۷ .

6.مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۷ .

7.. المقنعة ، ص ۳۱۶ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۶۲۶ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۴۱ .

8.. «ب» : ـ الأمر بالسَّحور و .

9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۵ ـ ۳۹۸ ، ح ۶۷۸ ـ ۶۸۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۳۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ ؛ و ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۲۰۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۸۶ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۷ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۴۹ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۵۳ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۷۸ ، ح ۶۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
248

قَتَبٍ۱ لم تَمنعه.۲

قالوا: و كانت المرأة إذا حَضر نفاسُها اُجلستْ على قَتَبٍ زَعموا أنّه۳ أسلس لولادها. قال مَعمَر: فمِن ذلك جاء في۴ الحديث: و لو على قتب.۵

و فائدة الحديث: الحثّ على التزوّج۶ و التأهّل بالمتودِّدة النَّثور الزائدة في عدد الاُمّة و سواد الإسلام.

و راوي الحديث: أَنَس بن مالك.

۴۴۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَسَحَّرُوا ؛ فَإِنَّ في۷ السَّحُورِ بَرَكَةً.۸

«السَّحَر»: قُبَيل الصبح، و هو عند اختلاط ظُلمة آخِر الليل بضياء أوّل النهار، و السُّحْرة: السَّحَر الأعلى، و أسحَرْنا سِرنا في السَّحَر، أو صِرنا فيه، و «التسحُّر»: الأكل في السَّحَر، و السَّحور: ما يُؤكل فيه. و «البَرَكة»: اشتمال الخير الربّاني ؛ و إنّما جَعَلَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فيه البركة لأنّ الصائم إذا استعانَ به على صيامه كان أقدَرَ عليه و أغلَبَ على العبادة و أقرأ للقرآن و أقوَمَ بالذِّكر و التسبيح. ثمّ إنّه إذا قام في ذلك الوقت، و نظر في آفاق السماء، فرأى النجومَ

1.. القَتَب : إكاف البعير و هو إكاف صغير على قدر سنام البعير ، و الإكاف و الاُكاف من المَراكب : شبه الرِّحال و الأقتاب .لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۶۰ ـ ۶۶۱ قتب ؛ و ج ۹ ، ص ۸ (أكف) .

2.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۸۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۲۹۲ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۱ ، ح ۲۰۵۹۶ ؛ المعُجم الكبير للطبراني ، ج ۵ ، ص ۲۰۹ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱ ، ص ۲۹۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۳۳۷ ، ح ۴۴۷۹۹ مع اختلاف يسير في بعضها .

3.. «ب» : ليكون .

4.. «ألف» : جاءني .

5.. الفائق ، ج ۳ ، ص ۶۵ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۴ ، ص ۳۳۰ مع اختلاف في اللفظ .

6.. «ألف» : الزوج .

7.. «ألف» : ـ في .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۵ ، ح ۶۷۶ و ۶۷۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۹۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۳۸ ؛ صحيحمسلم ، ج ۲ ، ص ۷۷۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۴۰ ، ح ۱۶۹۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۸۸ ، ح ۷۰۸ . وراجع : الكافي ، ج ۴ ، ص ۹۵ ، ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۳۵ ، ح ۱۹۵۷ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۷۱ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۶۲۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2346
صفحه از 488
پرینت  ارسال به