متدلِّيةً للغروب كأنّها قناديلُ دنا إطفاؤها، و بإزائها۱ طوالع من المشرق لم يرها حين انطَرَحَ للنوم، فرأى طالعا يُشرِق و غاربا يَخْفِق، و إن كان ممّن۲ له بالليل /۲۷۶/اُنس، و له علاماتٌ رآها متبدّلةً۳ متغيّرةً، ألجأه ذلك إلى التهليل و التسبيح۴، و هو وقتُ عروج ملائكة الليل و نزول ملائكة النهار، فما أجدَرَه بأن يبارَك له و يُغفَر! فأيُّ بركةٍ فوقَ ذلك؟!
و بعدُ ففي هذا الحديث إعلام بالفُسحة في الأكل بعد النوم ؛ لأنّ أهلَ الكتاب لا يستحلّون ذلك، و كان الأمر في أوّل الإسلام على ذلك فنَسَخَه اللّهُ تعالى، و رَخَّص في الطعام و الشراب إلى ما قبلَ الصبح بقوله عزّ و علا: «وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ»۵.
و روى العِرباض بن ساريةَ: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دعاني إلى /۲۹۸/ السَّحور في شهر رمضان فقال: هَلُمَّ إلى الغداء المبارك!۶ و إنّما جَعَله صلىاللهعليهوآله غَداءً لأنّ الصائم يَتقوّى به على صيامه كما يَتقوّى بالغَداء فكأنّه قد تَغَدَّى.
و في الحديث: تَسَحَّروا ؛ صلواتُ اللّه على المتسحِّرين.۷
و فائدة الحديث: الأمر بالسَّحور و۸ الترغيب في التسحّر.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود.
۴۴۲.قوله صلىاللهعليهوآله: اتَّقوا النَّارَ وَ لَو بِشِقِّ تَمرَةٍ.۹
أصل «اِتَّقى» اِوتَقَى، فقُلبَت الواو تاءً لِقُرب ما بينهما ؛ لأنّ التاء تَنشأ من اُصول الثنايا،
1.. «ب» : بازئها .
2.«ألف» : من .
3.. «ألف» : مبتدلة .
4.«ب» : التسبيح و التهليل .
5.. البقرة ۲ : ۱۸۷ .
6.مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۲۷ .
7.. المقنعة ، ص ۳۱۶ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۶۲۶ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۴۱ .
8.. «ب» : ـ الأمر بالسَّحور و .
9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۵ ـ ۳۹۸ ، ح ۶۷۸ ـ ۶۸۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۳۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ ؛ و ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۲۰۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۸۶ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۰ ، ح ۵۸۱۷ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۴۹ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۵۳ ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۷۸ ، ح ۶۰ .