يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ مَن عَلِمَ أنّ قوله يُكتَب عليه ـ خيرا كان أو شرّا ـ لَحريٌّ أن لا يقول إلاّ ما يَنفَعه، و لا يتفوّه بما يَخاف مَغَبَّتَه، فيقول عليهالسلام: قولوا الخير ؛ لئلاّ تَستضرّوا بعاقبته، و تُصيبوا الغنيمةَ فيما تقولون. ثمّ قال عليهالسلام: «و اسكُتوا عن شرّ» أي اترُكوه و أمسِكوا عنه ؛ لتعُمَّكم العافيةُ و تحُفَّكم السلامةُ، و هذا كقوله عليهالسلام: البلاء موكَّل بالقول.۱ و «سَكَتَ عنه» أي تَجاوَزَه، ف«عن» هاهنا تفيد التجاوز، و إنّما نَكّر الشرَّ ليكون أعمّ و أشيع و لأنواع الشرّ أجمع.
و فائدة الحديث: الأمر بقول الخير تحرّيا للظَّفَر بالغنيمة و الخير، و النهي عن قول الشرّ طلبا للسلامة.
و راوي الحديث: عُبادة بن الصامت.
۴۳۵.قوله صلىاللهعليهوآله: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُم.۲
هذا الحديث كما /۲۷۲/ تقدّم من قوله عليهالسلام: اُنظُروا في أيّ نصابٍ تَضَعُ ولدك؟۳ فيقول صلىاللهعليهوآله: اختاروا الأزواجَ، و هنّ مَواقِعُ النُّطَف.
و «النطفة»: الماء القليل، و ربّما يُعبَّر به عن الكثير، و النطفة في الحديث عبارة عن الماء الّذي يُخْلَق منه ابنُ آدمَ، و هو الزَّرع الّذي يَتكوّن منه الجنينُ بتقدير ربّ العالمين، فيَأمرُ باستراء۴ المضاجع و استكرام اُمّهات الأولاد، سواءٌ كنّ حرائرَ أو إماءً ؛ و ذلك لأنّ
1.. الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۹۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۳ .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۰ ، ح ۶۶۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۶۳۳ ، ح ۱۹۶۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ،ص ۱۳۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۲۱ . دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۰۰ ، ح ۷۳۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ ، ح ۳۱ و ۳۲ ؛ السرائر ، ج ۲ ، ص ۵۵۹ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ۲ ، ص ۵۶۹ .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۰ ، ح ۶۳۷ و ۶۳۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۵۵ ، ح ۴۳۴۰۱ .
4.. «ألف» : باستسرار .
و استَرى استراءً : اختار . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۷۹ سرو .