239
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ مَن عَلِمَ أنّ قوله يُكتَب عليه ـ خيرا كان أو شرّا ـ لَحريٌّ أن لا يقول إلاّ ما يَنفَعه، و لا يتفوّه بما يَخاف مَغَبَّتَه، فيقول عليه‏السلام: قولوا الخير ؛ لئلاّ تَستضرّوا بعاقبته، و تُصيبوا الغنيمةَ فيما تقولون. ثمّ قال عليه‏السلام: «و اسكُتوا عن شرّ» أي اترُكوه و أمسِكوا عنه ؛ لتعُمَّكم العافيةُ و تحُفَّكم السلامةُ، و هذا كقوله عليه‏السلام: البلاء موكَّل بالقول.۱ و «سَكَتَ عنه» أي تَجاوَزَه، ف«عن» هاهنا تفيد التجاوز، و إنّما نَكّر الشرَّ ليكون أعمّ و أشيع و لأنواع الشرّ أجمع.

و فائدة الحديث: الأمر بقول الخير تحرّيا للظَّفَر بالغنيمة و الخير، و النهي عن قول الشرّ طلبا للسلامة.

و راوي الحديث: عُبادة بن الصامت.

۴۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُم.۲

هذا الحديث كما /۲۷۲/ تقدّم من قوله عليه‏السلام: اُنظُروا في أيّ نصابٍ تَضَعُ ولدك؟۳ فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اختاروا الأزواجَ، و هنّ مَواقِعُ النُّطَف.

و «النطفة»: الماء القليل، و ربّما يُعبَّر به عن الكثير، و النطفة في الحديث عبارة عن الماء الّذي يُخْلَق منه ابنُ آدمَ، و هو الزَّرع الّذي يَتكوّن منه الجنينُ بتقدير ربّ العالمين، فيَأمرُ باستراء۴ المضاجع و استكرام اُمّهات الأولاد، سواءٌ كنّ حرائرَ أو إماءً ؛ و ذلك لأنّ

1.. الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۲۹۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۳ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۰ ، ح ۶۶۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۶۳۳ ، ح ۱۹۶۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ،ص ۱۳۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۲۱ . دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۲۰۰ ، ح ۷۳۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ ، ح ۳۱ و ۳۲ ؛ السرائر ، ج ۲ ، ص ۵۵۹ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ۲ ، ص ۵۶۹ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۰ ، ح ۶۳۷ و ۶۳۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۲ ، ص ۱۱۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۵۵ ، ح ۴۳۴۰۱ .

4.. «ألف» : باستسرار .
و استَرى استراءً : اختار . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۷۹ سرو .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
238

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أعِزّوا أولادَكم، و تَأنَّقوا۱ في۲ تأديبهم حتّى لا يَبقَوا عاجِزين /۲۹۳/ مساكينَ ضُعَفاءَ لا يَعرفون لرزقهم وجها، و ربّما أقدَموا على ما يَتْلَفون۳ به في دنياهم، و يُعاقَبون به في آخرتهم.

و معنى الحديث: الأمر بالقيام بمصالح الأولاد، و تحسين آدابهم مِن إرشادهم و تأديبهم و تعليمهم القرآنَ و الفرائضَ، و حَملِهم على مكارم الأخلاق ؛ حتّى يَنشَؤوا عليها، و يَتدرَّبوا على التخلّق بها، فتصير لهم خُلقا، و نهيِهم عن القبائحِ و الأخلاقِ الذميمة و مجالسةِ الأشرار و مخالطةِ الأوباش، و لا يعني عليه‏السلام بالإكرام توثير۴ مَلابسهم و تلبيق۵ مطاعمهم.

و فائدة الحديث: الأمر بإعزاز الأولاد و تعليمهم الأخلاق الحسنة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۴۳۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قُولُوا خَيراً تَغنَمُوا، وَ اسكُتُوا عَن شَرٍّ تَسلَمُوا.۶

«الغنيمة»: ما يَفوز به الإنسانُ قارّا وادعا۷.

1.. تَأَنَّقَ في اُموره : تَجَوَّد و جاء فيها بالعَجَب . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۰ أنق .

2.. «ألف» : ـ في .

3.. «ألف» : يتكفّون .

4.. وَثَرَ الشيءَ وَثْرا و وَثَّرَه : وَطَّأَه ، و قد وثُر وَثارةً أي وَطُؤ ، و الوِثر و الوَثير : الفِراش الوطيء ، و كلّ شيء جلستَ عليه أو نمت عليه فوجدته وطيئا . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۷۸ وثر .

5.. «ألف» : تتبيق .
و لَبَّقَ الثريدَ و غيره : خَلَطه و ليَّنه . و الثريد الملبَّق : الشديد التثريد المليَّن بالدسم . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۲۶ لبق .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ، ح ۶۶۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۸۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۹۹ ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ، ح ۶۱۶۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۰ ، ح ۶۸۸۷ ؛ و ج ۵ ، ص ۸۷۹ ، ح ۴۳۴۹۰ . وفي عيون الحكم ، ص ۳۷۲ : قدّموا خيرا تغنموا ، وأخلصوا أعمالكم تسعدوا .

7.. الوادع و الوديع : الساكن . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۸۱ ودع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2503
صفحه از 488
پرینت  ارسال به