207
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: أبو الدَّرداء.

۴۰۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قَيِّدُوا العِلمَ بالكتاب.۱

أصل «ك ت ب»: الجَمع، تقول: كَتَبتُ البغلةَ إذا ضَمَمتَ بين شُفْرَيها۲ بحلقة۳لا تَأمَننَّ فَزاريا خَلَوتَ به على قُلوصك و اكتبها بأسيار

راجع: التذكرة الحمدونية، ج ۵، ص ۶۴ عبد الستّار.

، و كتَّبتُ الكتائبَ: جَمَعتُها، و الكَتْبُ: جمعُ الحروف بعضَها إلى بعض، تقول: كَتَبتُ أكتُبُ كَتْبا و كِتابا و كِتابةً، و المكتوب أيضا يقال له الكتاب كأنّه۴ تسميةٌ بالمَصدر.

و هذه نصيحة منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في حفظ العلم بالكتابة ؛ فإنّ الإنسان ضعيفٌ نَسّاءٌ لا يَبقى على قلبه الضعيف كثير شيء، و الاعتماد على المكتوب ـ و هو كالخزانة للعالم ـ يَرجع إليه، و محفوظُه۵ كالصُّرَّة يُنفِق منها، و لو لا الكتابُ لبطَلَت الحُسبانات، و لسقَطَت أخبارُ الاُمم، و لاختَلَّت الشريعة، و لذلك منّ اللّه‏ُ تعالى على خلقه فقال: «عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الاْءِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»۶، و حلف به، و قال عزّ مِن قائل: «ن وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ»۷.۸

و فائدة الحديث: الحثّ على تدوين۹ العلم في الكتب و تخليده فيها، و قد قال الخليل

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۰ ، ح ۶۳۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ ؛ المصنّف لابنأبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۲۲۹ ، ح ۳ ؛ الحدّ الفاصل للرامهرمزي ، ص ۳۶۸ ، ح ۳۲۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۲۴۶ ، ح ۷۰۰ . تحف العقول ، ص ۳۶ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۷۹ ، ح ۱۴۰ ؛ السرائر ، ج ۱ ، ص ۴۴ ؛ الثاقب في المناقب ، ص ۲۷۸ ؛ منية المريد ، ص ۳۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۱۲۴ ؛ و ج ۷۴ ، ص ۱۳۹ ، ح ۹ . وفي بعض مصادر اُخرى : «بالكتابة» .

2.. يقال لناحيتي فرج المرأة : الإسكتان ، و لطَرَفَيها : الشُّفران ، فالشُّفران : اللحم المحيط بالفرج إحاطة الشفتين بالفم . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۱۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۳۵۲ شفر .

3.. و على هذا قول ابن دارة :

4.. «ألف» : و .

5.«ألف» : محفوظة .

6.. العلق ۹۶ : ۴ و ۵ .

7.. القلم ۶۸ : ۱ .

8.. «ب» : + «ما انت بنعمة ربك» .

9.. «ألف» : تدريس .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
206

و قال /۲۵۵/ عمر بن الخطّاب: احترِسوا من الناس بسوء الظنّ.۱

و قرئ على حَجَرٍ: إن كان الغَدْر من الناس۲ طباعا فالثقة بكلّ أحد عجز.۳

و قال أبو منصور الأزهريّ في هذا الحديث: يعني أنّ مَن جَرَّبَهم رماهم بالمقت لِخُبث سرائرهم و قلّة إنصافهم و فرط استيثارهم ؛ و لفظه الأمر، و معناه الخبر.۴

و قال الشاعر:

مَن حَمِدَ الناسَ و لم يَبْلُهم

ثم بَلاهم ذَمَّ مَن يَحمَد۵

و قال أبو عمر۶ الزاهدُ غلام ثَعلب في كتابه الّذي سمّاه الياقوتة: قال المأمون: لو كنتُ أنا لقلتُ: اِقْلِه تَخبُر! و نَظَمَه /۲۷۹/ أبو العتاهِيَة فقال:

اُبْلُ مَن شِئتَ تَقْلِهِ

عن قليلٍ بفعله

و تُبَدِّلْه هجرةً بعدَ

وُدٍّ و وَصْلِه

ضاعَ معروفُ واضِعِ ال

عُرْفِ في غير۷ أهله۸

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الاختبار يَكشف عن الأخلاق السيّئة، فينبغي أن لا يَعتمد الإنسانُ مَن لم يَختبره.

1.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۲ ، ص ۷۲ ؛ شرح السنّة ، ج ۱۳ ، ص ۱۱۱ عن عمر ؛ و لكن قد نقل الحديث فيأكثر المصادر عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ راجع : تحف العقول ، ص ۵۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۷ ، ص ۱۵۸ ، ح ۱۴۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ ؛ نزهة الناظر ، ص ۱۰ ، ح ۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۲۳۱ .

2.. «ألف» : الغدر للناس .

3.. راجع : كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۲۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۴ ، ص ۲۳۳ .

4.. راجع : إمتاع الأسماع للمقريزي ، ج ۲ ، ص ۳۰۱ الهامش .

5.. نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ج ۱۰ ، ص ۴۸ عن كلام الإمام عليّ عليه‏السلام ؛ الكشكول للبهائي ، ج ۲ ، ص ۳۲۹ ؛كتاب التمييز ، ص ۲۷۵ .

6.. في المخطوطتين : «أبو عمرو» ، و هو تصحيف ، و اسم أبي عمر هذا : محمّد بن عبد الواحد ، و كانت وفاته في بغداد سنة ۳۴۵ هـ على الصحيح ، و دُفن قُربَ قبر الشيخ معروف الكرخيّ في الجانب الغربيِّ من بغداد .

7.. «ألف» : ـ غير .

8.. اُنظر : بهجة المجالس ، ج ۲ ، ص ۳۰۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2570
صفحه از 488
پرینت  ارسال به