203
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال آخر:

و طُولُ مقام المرء في الحيّ مُخْلِقٌ

لِديباجَتَيه فاغتَرِبْ تَتجدَّدِ فإنّي رأيتُ الشمسَ زِيدتْ مَحبّةً

إلى الناس أنْ ليستْ عليهم بسَرمد۱

و قوله عليه‏السلام: «تزدد حبّا» يجوز أن يكون «حبّا» تمييزا، و يجوز أن يكون مفعولاً به ؛ لأنّ ازداد يَتعدّى إلى المفعول به.

و فائدة الحديث: الحثّ على القصد في الزيارة و رفع الأذى و التثقيل عن المسلمين.

و راوي الحديث: أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يا أبا هريرة، زُرْ غِبّا تَزدَدْ حبّا.

۴۰۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قَيِّدْها وَ تَوَكَّلْ.۲

يُستنبط من هذا الحديث أنّ الإنسان ينبغي أن لا يَسترسِل في اُموره تبخيتا، بل يجب عليه أن يثبِّتها تثبيتا ؛ فإنّ الحزم سوء الظنّ، و الصواب أن يَظنّ الإنسانُ شرَّ الأمرين حتّى يُحَكِّمَ أمرَه.

و فائدة الحديث: الحثّ على التثبّت في الاُمور و تحرّي الصواب.

و راوي الحديث: عمرو بن العاص، قال: قلت: يا رسول اللّه‏، اُقيِّد راحلتي و أتوكّل، أو

1.. البيتان لحبيب بن أوسي الطائي ؛ اُنظر : الأغاني ، ج ۱۶ ، ص ۵۲۷ ؛ بهجة المجالس ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ التذكرة الحمدونية ،ج ۸ ، ص ۱۲۳ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۸ ، ح ۶۳۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۶۲۳ ؛ حلية الأولياء ، ج ۸ ص ۳۹۰ ؛ الآحاد والمثاني ، ج ۲ ، ص ۲۱۵ ، ح ۹۷۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۰۱ ، ح ۵۶۸۹ ، و ص ۱۰۴ ، ح ۵۶۹۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۴۴ ، ح ۴۱۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
202

يقول عليه‏السلام: زُر في الأسابيع حتّى لا تَمَلّ و لا يُضجَر منك ؛ و إنّما قال ذلك لأنّ الإنسان ملول، و ربّما احتاج إلى أن ينفرد۱ في كسر بيته۲ لِشغل۳/۲۵۳/ لا يريد أن يَطّلع عليه۴ غيرُه، فيَحضُره مَن يصير كَلاًّ عليه، فيَجلس على كَظْمه، فيتنشّف۵ روحَه، و يُنغِّص عليه حياتَه.

و روي: أنّه لمّا قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك لأبي هريرة قالت عائشةُ: أكثرتَ في زَورِه فَمَلَّكَ، و دُمْتَ في ذاك فاستقلّك ؛ لو كنتَ ممّن يَزور غبّا أثر في قلبه محلّك. فقال عليه‏السلام: يا عائشة، ما مَلِلْناه و لا قَلَّلناه ؛ و لكن أدّبناه.۶

و قال الشاعر:

عليك بإقلال الزيارة إنّها

تكون إذا دامتْ إلى الهَجرِ مَسلكا

فإنّي رأيت۷ الغَيثَ يُسأم دائبا

و يُسأل بالأيدي إذا هو أمسَكا۸

و قال آخر:

أقلِلْ زيارتَك الصَّديقَ

و أنت كالثوب استَجَدَّه

و أمَلُّ شيءٍ لاِمرئٍ

أن لا يزالَ يَراك عنده۹

و قال آخر:

رأيتُ الناسَ مَن ألقى عليهم۱۰ نفْسَه هانا

فزُر غبّا تَزِدْ حبّا و لو جُرِّعتَ أحزانا۱۱

1.. «ألف» : يتفرّد .

2.. الكَسْر و الكِسْر : جانب البيت . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۴۰ كسر .

3.. «ألف» : ليثقل .

4.. «ألف» : ـ عليه .

5.. «ألف» : فينشف .
و النَّشْفَة : الحجارة الّتي تُدلَك بها الأقدامُ . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۳۰ نشف .

6.. روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط ؛ كتاب ألف باء للبلوي ، ج ۲ ، ص ۱۶۵ .

7.. «ألف» : أ لم تر أنّ .

8.. اُنظر : ديوان المعاني ، ج ۲ ، ص ۱۰۶۰ ؛ اللطائف و الظرائف ، ص ۱۶۱ ؛ الظرف و الظرفاء ، ص ۸۶ .

9.. اُنظر : جمهرة الأمثال ، ج ۱ ، ص ۵۰۵ ؛ الظرف و الظرفاء ، ص ۸۶ ؛ اللطائف و الظرائف ، ص ۱۶۱ .

10.. «ألف» : إليهم .

11.. اُنظر : كتاب الأوراق ، قسم أخبار الشعراء ، ج ۳ ، ص ۷۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2541
صفحه از 488
پرینت  ارسال به