و قال أمير المؤمنين عليهالسلام: يَهلك فيّ رجلان: مُحِبٌّ غالٍ، و مُبغِضٌ قالٍ،۱ و خير الناس فيّ حالاً النَّمطُ الأوسط.۲
قال أبو عبيد: النمط هو الطريقة، يقال: الزم هذا النمط.۳
و معنى هذا الحديث: الأمر بالقصد في الاُمور، و يَدخل في ذلك تركُ العصبيّة و الغلوِّ و مجاوزةِ الحدّ في الاُمور الدينيّة و الدنيويّة.
و فائدة الحديث: إعلام الاُمّة بأنّ۴ التقصير و الغلوّ كلاهما مذمومان.۵
و راوي الحديث: أبو هريرة، قال: قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: قاربوا و سدِّدوا ؛ فإنّ أحدَكم لن يُنجيه العمل. فقيل: و لا أنت يا رسول اللّه؟ فقال: و لا أنا، إلاّ أن يتغمّدني اللّهُ برحمته.
۴۰۴.قوله صلىاللهعليهوآله: زُرْ غِبّاً تَزدَدْ حُبّاً.۶
يقال: «غَبَّ الرجل»: إذا جاء زائرا بعد أيّام، و أغَبّنا العطاءُ: إذا وَصَلَ غِبّا، و «الغِبّ»: أن تَرِدَ الإبلُ /۲۷۷/ يوما و يوما [لا۷]، و اللَّحْمُ الغابُّ: البائت، و يقال للَّحم۸ المُنتِن أيضا: غابٌّ، و غَبَّ الأمرُ: صار إلى آخِره.
و قال الحَسَنُ في هذا الحديث: الغِبّ في الزيارة أن يَزور كُلَّ اُسبوع.۹
1.. الأمالي للصدوق ، ص ۷۰۹ ، ح ۹۷۸ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۴ ، ح ۳۱۶۳۳ .
2.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۲۷ .
3.. نقل عنه ابن سلاّم في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۴۸۳ .
4.. «ألف» : أنّ .
5.. الأفصح : «كلاهما مذموم» بإفراد الخبر ، و هو لغة الذكر الحكيم ، قال تعالى : «كلتا الجنتين آتَتْ أُكُلَها . . .»[الكهف۱۸ : ۳۳] . عبد الستّار .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۶ و ۳۶۷ ، ح ۶۲۹ ـ ۶۳۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۳۴۷ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ص ۱۹۴ ؛حلية الأولياء ، ج ۳ ، ص ۳۲۲ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۶ ؛ مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۳۳۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۸۶ . الحبل المتين ، ص ۱۳۰ ؛ مشرق الشمسين ، ص ۳۷۰ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۳۲۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۴ جعله فيه من الموضوعات ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۰ ، ص ۳۷۴ ، ذيل ح ۱۲۲۱۰ .
7.. أضفناه من لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۳۵ غبب ، و فيه : الغِبّ : وِرد يومٍ و ظَمؤ آخر ، و الغِبّ مِن وِرد الماء فهو أن تشرب يوما و يوما لا ، و إبلٌ غَوابُّ إذا كانت تَرِدُ الغِبَّ .
8.. «ألف» : اللَّحم .
9.. راجع : نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ ؛ عون المعبود ، ج ۱۱ ، ص ۱۴۴ .