و قال اللّه تعالى: «مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»۱.
و قال تعالى: «يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»۲.
و قال تعالى في صفة نبيّه صلىاللهعليهوآله: «وَ لَوْ كُنْتَ فَظّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»۳.
و روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال: لعنةُ اللّه على المنفِّرين ـ ثلاثا ـ. قيل: مَن هم يا رسولَ اللّه؟ قال: الّذين يقنِّطون العبادَ مِن رحمة اللّه.۴
و روى زيدُ بنُ أسلَمَ، قال: كان في الاُمم السالفة رجُلٌ يَجتهد في العبادة، و يشدِّد على نفسِه، و يقنِّط الناسَ مِن رحمةِ اللّه تعالى، ثمّ مات، فقال: يا ربِّ، ما لي عندك؟ قال: النار. قال: يا ربّ، فأينَ عبادتي و اجتهادي؟ فقيل له: كنتَ تقنِّطُ الناسَ من رحمتي، فأنا اُقنِّطك اليومَ!۵
و عن البَراء بنِ عازب: أنّ رجلاً سأله عن رجُلٍ حَمَلَ على كتيبةٍ۶، ثمّ۷ ألقى بيده /۲۷۶/ إلى التَّهلُكة، فقال: لا ؛ ولكنَّ التهلكة أن يُذنِب الرجلُ ثمّ يقول: لا توبة لي! فيُلقي نفسَه إلى التهلكة.۸
و قال ابنُ مسعود: مَن أذنَبَ ذنبا فعَلِمَ أنّ اللّه تعالى قد اطَّلَعَ عليه، غُفِرَ له و إن لم يَستغفر.۹
و دَعْ ذلك كلَّه ؛ أ ليس اللّهُ تعالى يقول: «يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ
1.. الحجّ ۲۲ : ۷۸ .
2.. البقرة ۲ : ۱۸۵ .
3.. آل عمران ۳ : ۱۵۹ .
4.. تذكرة الموضوعات ، للفتني ، ص ۲۲۸ .
5.. المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۹ ، ح ۲۰۵۶۱ ؛ تفسير القرآن للصنعاني ، ج ۲ ، ص ۳۱۵ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ،ص ۳۳۲ .
6.. الكتبية : الجَيش ، و القطعة العظيمة من الجَيش ، و الجمع : الكتائب . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۰۱ كتب .
7.. «ب» : ـ ثمّ .
8.. راجع : المحلّى لابن حزم ، ج ۷ ، ص ۲۹۴ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۱ ، ص ۵۴۳ .
9.. مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۶۲ ، ح ۸۳۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۲۰ ، ح ۱۰۲۴۵ .