193
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تُزجِّي۱ به الأيّامَ، و يَكفيك إذا قَنِعتَ، و أنت تَجهَدُ في طلبِ ما يوقِعك في الطغيان و الفَساد من المال الّذي هو مَدعاةٌ إلى كلّ شرّ، و لقد صَدَقَ مَن قال:

تَعَلَّمَنْ۲ مُجاشِعَ بنَ مَسعَدة

أنّ الشبابَ و الفَراغَ و الجِدَة۳

/۲۴۹/ مَفسَدةٌ للدِّينِ أيُّ مَفسدة۴

ثمّ قال عليه‏السلام: لا القليلُ /۲۷۱/ يُقنِعك، و لا الكثيرُ يُشبِعك ؛ لأنّ النفْسَ متطلِّعةٌ۵ إلى ما وراءِ الحاصلِ، تَوّاقةٌ إلى ما يَتجاوز أملَ الآمِل.

و فائدة الحديث: التحذير مِن طلبِ الدنيا و الازدياد على ما رَزَقَ اللّه‏ُ تعالى، و التعنيفُ على تَركِ القناعة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر. و في آخره: إذا أصبحتَ معافىً في جَسَدِك، آمنا في سِربك۶، عندك قوتُ يومك، فعلى الدنيا العفاء.

۳۹۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: طُوبى لِمَن هُدِيَ لِلإِسلامِ، وَ كانَ عَيشُهُ كَفافاً، وَ قَنِعَ.۷

و روي: و قنع به. و هذا الحديث أيضا آخِذٌ مأخَذَ ما قبله ؛ يدعو عليه‏السلام للدين الحنيفيّ الّذي

1.. «ألف» : ترجي .
و زَجَّيت الشيءَ تزجيةً : دفعتَه برفقٍ ، يقال : كيف تزجِّي الأيامَ أي كيف تُدافعها ؟ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۵ زجو .

2.. «ألف» : يعلمن . و في المصدرين : علمت يا .

3.. الوُجد و الوَجد و الوِجد و الجِدَة : اليَسار و السَّعة . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۴۵ وجد .

4.. البيت لأبي العتاهية إسماعيل بن قاسم الغنوي ت ۲۱۱ ق اُنظر : أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية و الإسلام ،ص ۱۳۵ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۳۴۷ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۳ ، ص ۸۰ .

5.. «ألف» : مطلعة .

6.. سِربك أي مذهبك أو نفسك أو وجهك أو مالك أو نعمك أو أهلك و ولدك . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۶۳ سرب .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۱ ، ح ۶۱۶ و ۶۱۷ و فيه : «للإسلام» بدل «إلى الإسلام» و ـ «به» ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۷ ، ح ۲۴۵۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۳۰۵ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ، ح ۲ ؛ فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۳۶۶ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۹۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۵۳۳ ، ح ۲۷۷۸۲ و فيه عن الكافي .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
192

السرّ، و هو ما انكتم عن الناس، و الجمع السرائر. و «الكَرَم»: الأفعال و الأخلاق المحمودة الظاهرة.

دعا عليه‏السلام بطيب العيش أو الجَنّة لِمن اتَّعظ بهذه المواعظ، و ائتَسى۱ بها، فطابَ كسبُه عن المحارم، و صَلَحَت سريرتُه سالمةً من المآثم، و حُمِدَت علانيتُه، و أَمِنَ الناسُ مِن شرّه. ثمّ دعا لمن عمل بعلمه ؛ و ذلك لأنّ۲ العلم إذا لم يُعمَل به صار حجّةً على صاحبه۳ انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج ۶، ص ۶.

. و في كلام أمير المؤمنين عليه‏السلام: هَتَفَ العلمُ بالعمل، فإن أجاب، و إلاّ ارتَحل.۴

و فائدة الحديث: الوعظ بما أفصَحَ به كلامُه عليه‏السلام.

و راوي الحديث: رَكْبٌ المصريّ، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: طوبى لمن تَواضَعَ في غير مَنقَصة، و ذَلَّ في نفسِه في غير مسكنة، و أنفَقَ من مالٍ جَمَعَه في غيرِ معصية، و خالَطَ أهلَ الفقه و الحكمة، و رَحِمَ أهلَ الذُّلِّ و المسكنة ؛ طوبى لمن طابَ كسبُه، و صَلَحَتْ سريرتُه، و كرُمتْ علانيتُه، و عَزَلَ عن الناسِ شَرَّه ؛ طوبى لِمن عَمِلَ بعلمه، و أنفَقَ مِن ماله، و أمسَكَ الفضلَ مِن قوله.۵

۳۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ابنَ آدَمَ عِندَكَ ما يَكفيكَ، وَ أَنتَ تَطلِبُ مَا يُطغِيكَ! ابنَ آدَمَ، لا بِقَليلٍ تَقنَعُ، وَ لا بِكَثيرٍ تَشبَعُ!۶

هذه أيضا موعظةٌ وَعَظَ بها الناسَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال مخاطِبا: ابنَ آدمَ، عندك القَدْرُ الّذي

1.. «ألف» : انتسى، و هو تصحيف ظاهر . ۲ . ائتسى به : جَعَلَه اُسوةً . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۶ أسو .

2.. «ألف» : بعلمه و ذلك أنّ .

3.. و في هذا المعنى قول ابن خولان البنّاء :
قالوا فلان عالِمٌ فاضل فأكرِموه مِثلَ ما يَرتضيفقُلتُ لَمّا لم يكن ذا تقى تَعارَضَ المانعُ و المقتضي

4.. نهج البلاغة ، الحكمة ۳۶۶ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۴ ، ح ۲ فيهما مع اختلاف يسير في اللفظ ؛ البداية و النهاية لابن كثير ،ج ۱۲ ، ص ۱۸۴ .

5.اُنظر المصادر المذكورة للحديث .

6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۱ ، ح ۶۱۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۶۱ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ ، ح ۴۵۰ ؛ حلية الأولياء ، ج ۶ ، ص ۹۸ ؛ الكامل ، ج ۴ ، ص ۱۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۴ ، ح ۶۵ . كنز الفوائد ، ص ۱۶ ؛ أعلام الدين ، ص ۱۷۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۴ ، ص ۴۴ ، ح ۱۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۵ ، ص ۲۲۹ ، ح ۱۸۰۸۴ و في الأخيرين عن كنز الفوائد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2417
صفحه از 488
پرینت  ارسال به