183
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

سعادةً. و «الخَلق»: الهيئة المُدرِكة للشيء۱. و «الخُلُق» ـ و قد يسكَّن ـ: السجيّة المخلوقة عليها. و «الأَجَل»: المدّة المسمّاة للشيء۲، /۲۴۳/ و يكنّى به عن الموت ؛ لأنّه انتهاء لأجل الحياة. و «جفاف القلم» في هذا الحديث كناية عن الفراغ.

يقول: كُتِبَ في علم اللّه‏ تعالى، و جَفَّ القلمُ المكتوب به شقاوة الشقيّ و سعادة السعيد، و فُرِغَ من الأربع المذكورة، و يجوز أن تكون هذه الكتابة۳ في اللوح المحفوظ، و يجوز أن يكون كنايةً عن الحفظ كما تقول: كلّما تَعمَله عندي مكتوب۴ ؛ أي: علمي محيط بجميع ذلك، و التقدير: جفّ القلم بإثبات الشقاوة و السعادة للشقيّ و السعيد، /۲۶۶/ و المعنى أنّ اللّه‏ تعالى عالم فيما لم يزل بشقاوة الشقيِّ و سعادة السعيد، و كذلك الأربع المفروغ منها ؛ المعنى: فُرِغَ مِن العلم بها، كأنّه عليه‏السلام قال: و فرغ من علمِ أربعٍ، و ذِكر الفراغ تقريب في اللفظ و مجاز ؛ و ذلك لأنّ الفراغ و الشغل لا يُتصوّران هاهنا.

و فائدة الحديث: إثبات علم اللّه‏ تعالى بكلّ ما سيكون من الأحوال، و أنّه لم يزل كان عالما بجميع المعلومات.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

وَ قَوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فَرَغَ اللّه‏ُ إِلَى كُلِّ عَبدٍ مِن خَمسٍ ؛ مِن عَمَلِهِ وَ أَجَلِهِ وَ أَثَرِهِ وَ مَضجَعِهِ وَ رِزقِهِ، لا يَتَعَدَّاهُنَّ عَبدٌ.

«۵فَرَغَ اللّه‏» أي تَقَرَّرَ عِلمُه محيطا بالعبد و أحوالِه كمَن يَفرُغ إلى الشيء غيرَ مشغول عنه

1.. «ب» : ـ للشيء .

2.. «ألف» : ـ للشيء .

3.. «ألف» : الكناية .

4.. «ألف» : ـ مكتوب .

5.۵ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۲ ، ح ۶۰۲ مع التقديم و التأخير ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۹۷ ؛ كتاب السنّة لابن أبي عاصم ، ص ۱۳۳ ، ح ۳۰۳ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ، ص ۱۸ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۳ ، ص ۲۵۵ ، ح ۲۲۰۱ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۷ ، ص ۴۹۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۱۱ ، ح ۵۸۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۴۹۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
182

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

روى محمّد بن عبد الرحمن القُرَشيُّ، قال: كنت عند الأعمش۱ فقيل: إنّ الحسن بن عُمارةَ وَلِيَ المَظالمَ! فقال الأعمش: يا عَجَبا مِن ظالم وَلِيَ المظالمَ! ما للحائك۲ ابن الحائك و المظالمِ؟! فخرجتُ فأتيتُ الحسنَ بن عمارةَ فأخبرته فقال: علَيَّ بمنديلٍ و أثوابٍ. فوَجَّهَ بها إليه، فلمّا كان من الغد بَكّرتُ إلى الأعمش فقلتُ: اُجرِي الحديثَ قَبل أن يَجتمع الناسُ! يعني حديثَ الحسن بن عمارة، فأجريتُ ذِكره، فقال: بَخْ بَخْ ؛ هذا الحسن بن عمارة زان العملَ و ما زانه! فقلت: بالأمس قُلتَ ما قلتَ، و اليوم تقول هذا؟! فقال: دَعْ هذا عنك ؛ حَدَّثني خَيثَمةُ۳ عن عبد اللّه‏ أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: جُبلت القلوبُ على حبّ من أحسن إليها و على۴ بغض من أساء إليها.۵

۳۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: جَفَّ القَلَمُ بِالشَّقِيِّ وَ السَّعيدِ۶، وَ فُرِغَ مِن أَربَعٍ ؛ مِن الخَلقِ و الخُلُقِ وَ الأَجَلِ وَ الرِّزقِ.۷

«الجَفاف»: اليُبْس، و قد جَفَّ يَجِفّ جَفافا و جُفوفا. و «السَّعادة»: المعونة الربّانيّة على دَرْك الخير، و تُضادُّها الشَّقاوة، و تقول: سَعَدَ يومُنا ـ بالفتح ـ يَسعَد سُعودا، و استَسعدتُ بطَلعتِه أي عَدَدتُه سعدا، و سَعِدَ الرجُلُ ـ بالكسر ـ فهو «سعيد»، و سُعِدَ فهو مَسعود، و أسعَدَه اللّه‏ُ فهو مسعود، و الإسعاد الإعانة و كذلك المساعَدة. و «شَقِيَ» شَقاوةً ضدّ سَعِدَ

1.. هو سليمان بن مهران المحدِّث المشهور، كان من طبقة التابعين . عبد الستّار .

2.. حاكَ الثوبَ يَحُوكه : نَسَجَه . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۸ حوك .

3.. «ألف» : حيثمة .

4.. «ألف» : ـ على .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۰ ، ح ۵۹۹ ؛ تذكرة الموضوعات للفتني ، ص ۶۸ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۴۵۳ ؛ كشفالخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۰ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۲ ، ح ۶۰۱ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۴ ؛ الجمع و التفريق للخطيب ،ج ۱ ، ص ۴۷۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۲ ، ح ۱۰۷۱ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۲ ، ح ۶۰۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ؛ الجمع والتفريق للخطيب ، ج ۱ ، ص ۴۷۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۲ ، ص ۴۷۶ ، ح ۳۵۵۷۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۲ ، ح ۱۰۷۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2314
صفحه از 488
پرینت  ارسال به