أفصح الكنايات عن الداخل في اليوم.
يقول صلىاللهعليهوآله: ما أكثَرَ مَن استَقبَلَ يومَه، و دَخَلَ في شُروقه، و لم يَستغرِق بياضَه، بأن۱ قُبض دون ذلك! و كذلك ما أكثر مَن أمّل بلوغَ عملٍ۲ فكان مَبيتُه سواءَ لَحْده.
و هذا إنذار منه صلىاللهعليهوآله و تحذير مِن الدنيا و أحوالها و السكون إليها مع كثرة أهوالها.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الدنيا دار نُقْلَةٍ و محلّ قُلْعَة، و۳ لا يجوِّز العقلُ الركونَ إليها و التعويل۴ عليها.
و راوي الحديث: عبدُ اللّه بن عمر، قال: وعَظَنا رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله فقال: يا من الموتُ غايتُه، يا مَن القبر منزله، يا من الكفن سِتره، يا من التُّراب وِساده، يا من الدود جيرانه، يا من منكَر و نكير زُوّاره، يا أيُّها المودِّع غدا۵ عُرسه۶، كم من مستقبلٍ يوما لا يستكمله، و منتظرٍ غدا لا يَبلغه، لو نَظَرتم إلى الأجل و مسيرِه لأبغضتم الأملَ و غروره.۷
۳۸۴.قوله صلىاللهعليهوآله: عَجِبتُ لِغَافِلٍ وَ لاَ يُغفَلُ عَنهُ، /۲۶۲/ وَ عَجِبتُ لِمُؤَمِّلِ دُنيَا وَ المَوتُ يَطْلُبُهُ، وَ عَجِبتُ لِضاحِكٍ مِلءَ فِيهِ وَ لا يَدري أَ أَرضَى اللّهَ أَم أَسخَطَهُ.۸
«الغَفلة»: سهو يَعتري الإنسانَ مِن قِلّة التحفّظ. و «الضِّحك»: انبساط الوجه و انفتاح
1.. «ألف» : فإن.
2.. «ألف» : مِن أمَلٍ و بلوغِ عملٍ .
3.. «ب» : ـ و .
4.. «ألف» : التعمّد .
5.. «ب» : ـ غدا .
6.. العُرس و العُرُس : مِهنة الإملاك و البِناء ، و قيل : طعامه خاصّةً ، اُنثى تؤنثها العرب و قد تذكر . قال الأزهري : العُرُس اسم من إعراس الرجُل بأهله إذا بَنى عليها و دخل بها ، و كلّ واحد من الزوجين عَروس و عُروس ، ثم تسمّى الوليمة عُرسا . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۳۴ ـ ۱۳۵ عرس .
7.. اُنظر المصادر المذكورة السالفة ذيل الحديث .
8.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۶ ، ح ۵۹۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۷۹ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۲۶۲ مع الاختلاف فيهما ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ ، ح ۵۳۹۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۵۵ ، ح ۴۳۴۰۴ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۶۶ ، ح ۴۳۹۶۱ . الأمالي للمفيد ، ص ۷۵ ، ح ۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۳۰ ، ح ۳۸ (و فيه عن الأمالي للمفيد) .