و أنّ الحسد أمره شديد، و الحديث متضمّن للنهي عنه.۱
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۳۸۰.قوله صلىاللهعليهوآله: خُصَّ البَلاءُ بِمَن عَرَفَ النَّاسَ، وَ عاشَ فيهم مَن لَم يَعرِفهُم.۲
هذا إشارة إلى أنّ الإنسان إذا خالَطَ الناس و داخَلَهم لَزِمَه مِن المُؤَن ما لا يلزمه إذا تَقاعس۳ عنهم و تباعد عن مباسطتهم، و رضي بالخمول و التنزّه ؛ فإنّه إذا فَعَلَ ذلك رَبِحَ مساعَدَتَهم و الدخولَ في أشغالهم و شكايةَ الشاكين و زيارتَهم و عيادةَ مرضاهم و إدانتَهم۴ و الخوضَ /۲۶۰/ فيما يخوضون فيه.
و قال الباقر أو غيره من أهل البيت عليهمالسلام: اجتَهِدْ أن تَعرِفَ الناسَ و لا يَعرفوك.۵
و في كلام بعض خلفاء بني العبّاس و قد سَأَلَ أصحابَه: أيُّ الناس أطيَبُ عَيشا؟ قالوا: أمير المؤمنين. قال: ما فعلتم شيئا. ثمّ قالوا: الوزير. قال: لا ؛ و لكن من لم يَعرفنا و لم نَعرِفه۶.۷
و قد قيل: كثرة المعارف مَعجَزة ؛ و ذلك أنّه إذا كثرت معارفه عجز عن أداء حقوقهم ؛ فإمّا أن يقوم بها فيُجحِف بنفسه و ماله، و إمّا أن يَتغافل عنها فيُمقَت، فالأولى أن يَعتزل و يُقبِل على ما خُلِقَ له حتّى إذا أدركه الوعدُ الموعودُ فَرِحَ و استَأنس به و لم تَتُقْ۸ نفسُه
1.. أورد المجلسي رحمهالله تمامَ شرح هذه الرواية و الحكاية من أوّله إلى آخره ، في البحار نقلاً عن ضوء الشهاب . راجع :بحارالأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۲۵۷ ـ ۲۶۱ .
2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۳ ، ح ۵۸۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۰۳ ، ح ۳۹۱۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۵۴ ،ح ۵۹۳۷ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۵۸۵ ، ح ۳۹۱۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ ، ح ۱۲۱۱ .
3.. قَعَسَ و تَقاعَسَ و اقعَنسَسَ : تَأَخَّرَ و رَجَعَ إلى خَلْفٍ . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۷۷ قعس .
4.. أدانَ فلانٌ الناسَ أعطاهم الدَّينَ و أقْرَضَهم . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۶۸ دين .
5.. تحف العقول ، ص ۲۱۷ عن أمير المؤمنين عليهالسلام هكذا : لا عليك إذا عرّفك دينه لا تعرف الناس و لا يعرفوك .
6.. «ألف» : من لم نعرفه و لا يعرفنا .
7.. لم نعثر عليه .
8.. «ألف» : لم يلق .
و تاقَتْ نَفْسي إلى الشيء تَتوق تَوقا و تُؤوقا : نَزَعَتْ و اشتاقَت ، و تاقَتِ الشيءَ كتاقت إليه . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۳ توق .